“غضب في ساحات التعليم بسيدي بنور: الأطر التربوية تنتفض ضد العنف والإهمال”

جريدة أرض بلادي -محمد كرومي-

في مشهد يعكس عمق الأزمة التي يعيشها قطاع التعليم، خرجت الشغيلة التعليمية بمدينة سيدي بنور في وقفة احتجاجية حاشدة أمام مقر المديرية الإقليمية للتعليم، تنديداً بتصاعد ظاهرة العنف ضد الأطر التربوية، واستمرار تدهور أوضاعهم المهنية والاجتماعية.

 

الوقفة التي شارك فيها أساتذة وإداريون من مختلف المؤسسات التعليمية، جاءت تعبيراً عن استياء عارم يسود الوسط التعليمي، في ظل ما وصفوه بـ”غياب الحماية القانونية” و”تراجع هيبة المدرسة العمومية”.

 

ورفع المحتجون شعارات تدعو إلى احترام كرامة نساء ورجال التعليم، وتطالب بتدخل عاجل من الجهات الوصية لوضع حد للاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها المدرسون، والتي باتت تهدد الأمن النفسي والجسدي للأطر التربوية، وتنعكس سلباً على جودة التعليم داخل المؤسسات.

 

واعتبرت فعاليات تعليمية مشاركة أن هذه الخطوة التصعيدية ليست سوى بداية لتحركات نضالية قادمة إذا لم يتم الإنصات الجاد لمطالب الشغيلة التعليمية، واتخاذ إجراءات ملموسة لحماية المدرسة العمومية وإعادة الاعتبار لدور المدرس في المجتمع.

 

الاحتجاجات الأخيرة في سيدي بنور تفتح من جديد ملف العنف المدرسي، وتطرح بإلحاح أسئلة جوهرية حول مدى استعداد الدولة لحماية المدرسة العمومية وتحصينها من مظاهر التسيب والانفلات، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى منظومة تعليمية قوية وعادلة تصون كرامة العاملين بها وتضمن جودة التعلم للأجيال القادمة.