فاطمة أمزيل شاعرة متوجة في صمت

بعيدا عن بهرجة الإعلام و ضوضاء الوسائط الاجتماعية تشتغل الشاعرة المغربية فاطمة أمزيل منذ سنوات على متون شعرية و زجلية غنية بالمدلول الشعري ، إلى جانب منجزات سردية لم تر النور بعد،إنها مبدعة مسكونة بالحرف ، ضاجة به ، و اعتبارا لمسارها الإبداعي و الذي انطلق منذ ريعان شبابها في الفترة الثانوية من دراستها وصولا الى الحركية الابداعية التي صنعتها في رحاب كلية عين الشق حيث تفتقت موهبتها و أينعت حديقتها الشعرية . أصدرت الشاعرة سنة 2019 ، عملين شعريين هما “فوضى خربشات” و “غابة العشق ” إلى جانب ديوان زجلي بعنوان “حروف لمحبة” و تعتبر هاته السنة بالذات سنة للنشر و الخروج الى واقع القراءة المغري الي يعرف نكوصا ملحوظا و تراجعا كبيرا على مستوى التلقي الشعري خاصة ، لكن إصرارها و إيمانها بدور الكلمة في نشر الفكر و توعية المجتمع جعلها تستمر رغم ظروف المرض التي قللت من حركتها الجسدية لكن روحها الشعرية ترفرف عربيا و محليا تقول في قصيدة بيت الشعرالمتواجدة بديوان غابة العشق :

”  لبيت الشعر جدران

مغطاة بأحلامي

وباب طل على روض

مثير مثل أنغامي

بأفنان كسى رمشا

كثير الزهو بسام

و شباك على بحر

يلبي همس إلهامي ”

و تقول في قصيدة  “الكلمة ” المتواجدة في ديوانها الزجلي حروف المحبة :

” قول و قبل القول خمم   – ماتنطق حتى توزن لكلام

راه الحرف الى ما توزن – يخليك ياخيي تحت لقدام ”

تتميز تجربة الشاعرة فاطمة الزهراء باهتمامها بالحرف و الكلمة الشعريين و اجتهادها في البحث عن الصور الأقرب للقارئ مع تدقيق في الإيقاع الشعري بين البنية القديمة و الحديثة ، كما تنصهر في الوعي الشعري جاعلة منه رسالة إنسانية تناقش فيه عدة قضايا محلية و جهوية و كونية ملامسة شجون الانسان و معاناته

تنشغل الشاعرة مؤخرا على اعداد مجموعة من المتون الابداعية شعرا و نقدا و سيصدر لها قريبا بعض هاته المتون ، و تحاول أن تخلو بذاتها رغم الألم و المرض كي ترسم في سماء الكلمة أنفاسها التواقة للإبداع .

سعيد الشفاج