انتخب سعيد حسبان رئيسا لفريق الرجاء الرياضي البيضاوي لكرة القدم خلفا لمحمد بودريقة خلال الجمع العام لموسم 2015-2016 المنعقد أول أمس الأحد بأحد فنادق الدار البيضاء، والذي تحول من عاد إلى استثنائي بعد تقديم بودريقة لاستقالته.
و انتخب حسبان بعد أن تمت تزكيته كمرشح وحيد للرئاسة في ظل إعلان منافسه عادل بامعروف عن انسحابه من السباق خلال الجمع العام الذي امتد لأزيد من 3 ساعات، وشهد فوضى عارمة وخلافات وخروقات قانونية، بحضور 92 منخرطا من أصل 110 يحق لهم التصويت.
انطلاقة “مشتعلة” بسبب التحفظ على التقريرين
انطلق الجمع على إيقاع توتر كبير بين المنخرطين بسبب إقدام البعض منهم على تقديم تحفظ أمام نور الدين البيضي ممثل الجامعة، بسبب عدم توصلهم بالتقريرين الأدبي والمالي خلال الآجال القانونية المحددة في 10 أيام قبل انعقاد الجمع، وهو ما أثار غضب جانب آخر من المنخرطين لتشتعل الأجواء، حيث تبادل الطرفان السب والشتم، ولولا تدخل بعض ذوي النيات الحسنة لتطورت الأمور إلى تشابك بالأيدي، قبل أن تهدأ الأجواء نسبيا بعد تدخل بودريقة لمطالبة الجميع بالهدوء من أجل إعطاء انطلاقة جدول الأعمال، لكن ما إن أسدل الستار على مشكل التحفظ حتى برز مشكل آخر، بعد أن ثار عدد من المنخرطين في وجه الرئيس بسبب القاعة التي احتضنت الجمع، إذ اعتبروا أنها لا تليق بحجم فريق كالرجاء، بسبب صغر حجمها مقارنة مع عدد الحاضرين من منخرطين وممثلي وسائل الإعلام، وعدم توفرها على مكيف ما زاد من ارتفاع درجة الحرارة داخلها وحولها إلى قاعة “صونا”.
وقبل أن يشرع محمد الناصيري المدير الإداري للنادي في تلاوة التقرير الأدبي، تدخل عادل بامعروف العضو السابق من أجل المطالبة بالكشف عن قائمة المنخرطين الذين يحق لهم التصويت، ورفض الجلوس إلى أن تلقى وعدا من ممثل الجامعة بالكشف عنها خلال المرحلة الثانية من الجمع العام.
6 محاور في التقرير الأدبي وأرقام مالية متضاربة
تضمن التقرير الأدبي لموسم 2015-2016 6 محاور أساسية، في مقدمتها التعاقد مع الهولندي كرول و إقالته بعد الخسارة أمام الفتح في كأس العرش أمام الفتح بعد أن تبين أنه مدرب فاشل حسب ما جاء في التقرير، ليتم تعويضه بالإطار الوطني رشيد الطاوسي ومساعده عزيز الخياطي.
أما المحور الثاني فتطرق إلى أحداث “السبت الأسود” التي ذهب ضحيتها مشجعان رجاويان عقب نهاية مباراة الفريق الأخضر أمام شباب الحسيمة، حيث ذكر التقرير بمخاطر ظاهرة الشغب التي تفشت بشكل كبير في الملاعب الوطنية، مقترحا بعض الحلول للحد منها، قبل أن يعرج في محوره الثالث على الخسائر المالية الكبيرة التي تكبدها النادي جراء قرار الجامعة بحرمان الفريق من جماهيره لخمس مباريات بعد الفاجعة، بالإضافة إلى مشكل إغلاق مركب ” محمد الخامس” للإصلاح، ومعاناة النادي في البحث عن ملاعب لاستقبال منافسيه.
وتحدث التقرير أيضا عن المحطات البارزة خلال الموسم المنقضي بدأ بالجمع العام لفاتح يوليوز 2015 والذي زكى بودريقة رئيسا لولاية جديدة، ومرورا بالجمع العام الاستثنائي لملاءمة النظام الأساسي للنادي مع قانون 30-09، وكذا الإعلان عن عقد جمع عام استثنائي يوم 6 يناير بسبب رغبة بودريقة في الاستقالة، وانتهاء بعقد لقاء تواصلي مع المنخرطين في 8 فبراير الماضي.
وتناول التقرير استقالة بودريقة من الجامعة احتجاجا على الأخطاء القاتلة للتحكيم التي ضيعت على الفريق الأخضر فرصة مواصلة نتائجه الإيجابية. واعتبر أن القرارات التي اتخذتها الجامعة بعد خرجة رئيس الرجاء قد زكت قرار استقالة الأخير من مهامه.
واختتم التقرير بالتطرق لموضوع أكاديمية الرجاء، وأشار إلى أنها ستكون مفخرة لكل رجاوي، مستعرضا مراحل الإعداد لإنجاز هذا المشروع.
وعلى مستوى التقرير المالي فقد تضاربت الأرقام والمعطيات في ظل إصرار بودريقة على أن مدينونية الرجاء لا تتجاوز مليار و900 مليون في الوقت الذي كشف فيه عدد من المنخرطين أن الديون تتخطى قيمتها الإجمالية 6 ملايير سنتيم، علما أن أغلبهم احتج على تأخر توصله بالتقرير المالي، مشيرين إلى أنه لم يتسن لهم دراسته وتفحصه بشكل جيد خلال 24 ساعة.
11 تدخلا خلال الجمع
شهد الجمع تدخل 11 منخرطا من أصل أزيد من 92 كانوا متواجدين في القاعة، وتركزت معظم التدخلات حول التقرير المالي، حيث دق المنخرطون ناقوس الخطر، ووصفوا الوضعية المالية بـ”الكارثية”، كما انتقدوا خروج الفريق خالي الوفاض للموسم الثاني على التوالي، معتبرين أيضا أن قرار إغلاق مركز التكوين لم يكن في محله وتسبب في تراجع منتوج الفئات الصغرى.
وانتقد أحد المنخرطين انضمام بودريقة إلى الجامعة، وقال مخاطبا رئيس الرجاء:” أخطأت بالتحاقك بالمكتب الجامعي، لأن الفريق دفع الثمن غاليا”، في حين حمل منخرط آخر مسؤولية ما حدث يوم السبت “الأسود” إلى اللجنة التنظيمية، وقال إنها لم تقم بعملها كما يلزم، مشيرا إلى أن إلقاء اللوم على الجمهور وحده فيه حيف كبير في حق “الرأس مال الحقيقي” للفريق.
بامعروف : بودريقة اللي كنعرف مات ومعروف شكون قتلو !
كشف عادل بامعروف خلال مداخلته أن تسيير بودريقة خلال الموسمين الأول والثاني من ولايته كان جماعيا وهو ما انعكس على نتائج الفريق خلال تلك الفترة، لكن بعد ذلك تحول إلى النقيض وانحصر التسيير في يد شخصين فقط، فكانت انعكاسات ذلك على الفريق واضحة، مطالبا بمحاسبة كل من تسبب في الوضعية الكارثية التي وصل إليها النادي بمن فيهم هو، على اعتبار أنه كان عضوا في المكتب المسير إلى أن تم إبعاده على حد قوله، مضيفا أنه فضل التزام الصمت خلال الفترة السابقة حفاظا على استقرار الفريق، وتابع ” عندما صرخنا وقلنا إن الفريق يغرق تم إبعادنا”، ومضى يقول “بودريقة خويا لكنه” مات” وراكم عارفين شكون قتلوا”.
وتحدث بامعروف عن أسباب سحبه لترشيحه، وقال ” لا يمكن أن أشارك في مسرحية نهايتها معروفة، أنا وضعت ترشيحي في الوقت القانوني، وطالبت بمدي بلائحة المنخرطين وكذا التقرير المالي لكي أتعرف على الوضعية الحقيقية للفريق”، وتابع ” أنا “غير بناي” لا أفهم في الحسابات، ولا يمكنني أن أدخل على وضعية مجهولة، لذا قررت أن أنسحب”.
جواد الأمين : الرجاء يعيش أخطر أزمة في تاريخه
أكد جواد الأمين أن الرجاء يعيش أخطر أزمة في تاريخه في ظل إفلاس رياضي ومالي وتقني ناتج عن سوء التسيير، متسائلا كيف يمكن لفريق يدار بالملايير أن يسير بدون خارطة طريق.
وانتقد الأمين مجموعة من قرارات المكتب المسير في مقدمتها إغلاق مركز التكوين وصرف أموال باهظة في سوق الانتدابات، دون أن ينعكس ذلك على عطاء الفريق، مشيرا إلى أن تشتت العائلة الرجاوية لا يبشر بالخير، وأن الرئيس المقبل سيجد نفسه أمام معضلة حقيقية.
وطالب الأمين الرجاويين بالتوحد من أجل الخروج بالفريق من الوضعية الحالية، لأن التطاحنات من شأنها أن تذهب به إلى الهاوية.
من جهته انتقد المنخرط محمد صغرور صرف الرجاء لمبلغ يقارب 10 ملايير سنتيم دون أن يتمكن من احتلال رتبة مشرفة، وأضاف “من العيب والعار أن فريقا من حجم الرجاء لا يؤدي رواتب موظفيه ومؤطريه، مؤكدا أن الوضعية المالية للفريق صعبة، وأنه لا يمكن لأي رئيس حتى لو كان مليارديرا أن يوفر 6 أو 7 ملايير سنتيم لحل مشكل الديون المتراكمة.
توضيحات بودريقة غير مقنعة
حاول محمد بودريقة التقليل من هول الأرقام المالية الواردة في التقرير المالي، من خلال التأكيد على أن حجم الديون لا يتجاوز 33 مليون درهم، تشمل جميع المبالغ التي يجب على النادي دفعها، مشيرا إلى أنه مقابل هذه الديون هناك مداخيل سيحصل عليها النادي تقدر بـ 15 مليون درهم. وقال ” هناك تهويل كبير، وأنا لست مسؤولا عمن لا يجيدون قراءة الأرقام المالية”، مشيرا إلى أن تقرير مراقب الحسابات كان واضحا وقدم أربعة تحفظات على ميزانية الفريق تتعلق بالضرائب والضمان الاجتماعي والمداخيل الواجب استخلاصها والحساب الجاري للنادي.
تمرير التقريرين بالقوة وسط فوضى وخروقات قانونية !!
توقف الجمع العام مباشرة بعد نهاية مناقشة التقريرين الأدبي والمالي، وذلك بسبب خلاف حول طريقة التصويت عليهما، ففي الوقت الذي طالب فيه بودريقة باعتماد طريقة رفع الأيدي، أصر عدد من المنخرطين على أن التصويت السري، لتنفجر القاعة وتوتر الأعصاب، بعد أن تشبث كل طرف بموقفه، حيث عجز ممثل الجامعة عن إيجاد حل لهذه المشكلة وبدا في حيرة من أمره، بعد أن اختلط الحابل بالنابل، وظل رئيس الرجاء في كل مرة يطرح سؤال من مع التقريرين الأدبي والمالي، فيأتيه الرد برفض التصويت بالأيدي، قبل أن يفاجئ الجميع ويعلن أن الأغلبية المطلقة صوتت لصالح التقريرين في خرق قانوني واضح، زكاه ممثل الجامعة، علما أن القانون يلزم باللجوء إلى التصويت السري في حال مطالبة منخرط واحد بذلك.
وغادر بعد ذلك بودريقة مقعده معلنا رحيله، وهو ما رفضه المنخرطون واعتبروه تهربا من المسؤولية رافضين الاستقالة، حيث توقف الجمع لأزيد من 30 دقيقة قبل أن يستأنف في أجواء غير طبيعية لإعلان حسبان رئيسا باعتباره المرشح الوحيد.