جريدة أرض بلادي – فاطمة الزهراء الحجامي –
في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها المغرب ، يضطر العديد من الشباب إلى اتخاذ قرارات مصيرية بحثاً عن حياة أفضل انطلاقا من بني انصار إقليم الناظور . هؤلاء الشباب، في عمر الزهور، يعبرون الحدود ويفكرون في مستقبل خارج حدود وطنهم، يحملهم الأمل في تحقيق أحلامهم والهروب من واقع يعاني من البطالة والفقر.
كل يوم تقريباً، نشهد قصصاً مؤلمة عن قاصرين يخاطرون بحياتهم عبر رحلات محفوفة بالمخاطر. بعضهم ينجح في الوصول إلى وجهته، بينما يتعرض الآخرون لخطر الغرق أو الوقوع في أيدي شبكات التهريب. بالرغم من الجهود المبذولة من قبل السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية لتوعية هؤلاء الشباب بمخاطر الهجرة غير النظامية، إلا أن الإغراءات الكبيرة التي تقدمها الحياة في الدول الأوروبية تجعلهم يتجاهلون التحذيرات ويمضون قدماً في طريق محفوف بالمخاطر.
المجتمع المحلي في بني انصار بحاجة ماسة إلى برامج تنموية توفر فرص عمل وتدريب مهني للشباب، لتمكينهم من بناء مستقبلهم في وطنهم بدلاً من المخاطرة بحياتهم. كما يجب تعزيز الجهود التوعوية والتعليمية لحماية هؤلاء القاصرين من الوقوع في شباك الهجرة غير النظامية.
في نهاية المطاف، تبقى قضية هجرة القاصرين قضية معقدة تتطلب تعاوناً مشتركاً بين الحكومة والمجتمع المدني وأسر هؤلاء الشباب، لضمان مستقبل أفضل لهم داخل وطنهم، بعيداً عن مخاطر الهجرة غير القانونية.