جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير- رحال لحسيني –
(“غوغل” ترفع صورة الشيخ حسني على محرك البحث)
بمناسبة الذكرى الـ 76 لميلاد الساحر محمود عبد العزيز، والتي تصادف يوم 4 يونيو، احتفل محرك البحث “غوغل” بالفنان الكبير والمبدع محمود عبد العزيز، بوضع صورته في شخصية الشيخ حسني بطل في فيلم “الكيت كات” على واجهة محرك البحث.
والراحل محمود عبد العزيز (4 يونيو 1946-12 نونبر 2016) قدم للسينما المصرية ما يناهز 100 فيلم، من بينها ومن أبرزها:
فيلم “العار، 1982″ يتناول موضوع الازدواجية في حياة الأشخاص من خلال شخصية التاجر صاحب السمعة الطيبة الذي يتاجر خفية في المخدرات، وكذلك تناقض شخصيات أبنائه مع الوضع الاجتماعي الذي يبدو عليه كل منهم.
و”فيلم البريء، 1986” يتناول الظروف القاسية والمدمرة للأشخاص المعتقلين لأسباب سياسية في السجون (في الصحراء والفيافي) وما يتعرض له المواطنون المخلصون لقضايا الوطن من تدمير نفسي واجتماعي واتهامهم بالخيانة لتبرير اعتقالهم التعسفي واضطهادهم.
وفيلم “الجوع، 1986” عن جانب من رواية اولاد حارتنا للكاتب الكبير نجيب محفوظ المثيرة للجدل والتي كادت أن تتسبب في قتل الروائي من طرف شخص لم يقرأها.
وفيلم “أبو كرتونة، 1991” عن بعض الأشخاص البسطاء الذين يتم انتقاؤهم بذكاء شديد، لتوهيمهم بالترقي الاجتماعي بهدف تحقيق مصالح أعداء العمال، حيث يتم تقديمه كممثل لهم في المجلس الإداري للمصنع.
وفيلم “زيارة السيد الرئيس، 1995” عن استعداد سكان إحدى القرى لزيارة رئيس أمريكي (نيكسون) لمصر، وظروف التهييئ لهذا الاستقبال الذي لم يحدث في آخر المطاف، نظرا لعدم توقف القطار الذي يحمل الرئيس الضيف في هذه القرية، والتي تم تزيينها حتى بصورة لفيدل كاسترو (الثائر الشيوعي والرئيس الكوبي الراحل) لمجرد أن لحيته أعجب بها أحد الأشخاص لم يتبين هوية صاحبها باعتباره أحد أبرز المزعجين للإمبريالية حينئذ وقامت بتمويل عشرات المحاولات الانقلابية للإطاحة به،…
وفيلم “الساحر، 2001” الذي حمل الفنان محمود عبد العزيز لقبه في سنواته الأخيرة، ويتحدث عن ساحر مهمش يسعى لجعل حياة الناس في أحد الأحياء القديمة حياة سعيدة.. الخ.
بالإضافة إلى أعماله التلفزيونية الكثيرة، التي أبدع فيها بدورها، ولعل من أبرزها مسلسل “رأفت الهجان” الشهير، فضلا عن أعماله الفنية في المسرح والإذاعة.
وقد حظي الفنان الراحل محمود عبد العزيز، بعدد من التكريمات خلال مشواره وحياته الفنية، كما فاز بعدد من الجوائز عن أدائه لعدد من الأعمال السينمائية وغيرها.
***
أما بخصوص فيلم “الكيت كات،1991” الذي تم اختيار صورة الفنان محمود عبد العزيز فيه (في شخصية الشيخ حسني) ووضعها في واجهة محرك البحث “غوغل”، فيتعلق الأمر بفيلم سينمائي يجمع بين السخرية والبساطة والمتعة والبعد الإنساني، يعد من تحف السينما المصرية والعربية، تم ترتيبه سنة 1996 في المركز 24 ضمن أفضل 100 فيلم سينمائي مصري، كما فاز بالجائزة الذهبية لأحسن فيلم من مهرجان دمشق الدولي عام 1991.
فيلم “الكيت كات” من تأليف وإخراج “داوود عبد السيد” أحد أبرز وجوه “السينما الواقعية”، عن رواية “مالك الحزين” للكاتب “ابراهيم أصلان” أحد أهم الروائيين المصريين.
شارك في بطولة الفيلم، بالإضافة إلى الفنان محمود عبد العزيز (الشيخ حسني)، أمينة رزق (أم الشيخ حسني)، شريف منير (يوسف) عايدة رياض (صديقة يوسف)، نجاح الموجي (تاجر الحشيش)، علي حسين (الشيخ عبيد) وآخرون.
يتناول “الكيت كات” شخصية شيخ أعمى (الشيخ حسني) فقد عمله وزوجته، يعيش رفقة أمه وابنه (يوسف)، يرفض الاعتراف بأنه أعمى، ويتصرف على أساس ذلك، في أحد الأحياء العشوائية، يستغل دكان بيت ورثه عن والده لتدخين الحشيش في العزف والغناء لأصحابه بعد فشله في أن يصبح منشدا، وفي دراسته الأزهرية.. وباع المنزل لتاجر المخدرات (الهرم) مقابل حصة يومية من الحشيش.
يقدم الفيلم عددا من الشخصيات والأحداث المحبوكة بعمق وتناغم شديدين، وسخرية ممتعة، ويمكن الوقوف على أوج ذلك في أحداث رئيسية أخرى (ترسخت في ذاكرتي عن الفيلم) منها:
في اصطحاب الشيخ حسني لشيخ أعمى آخر (الشيخ عبيد) لقاعة السينما لمشاهدة فيلم ووصفه لأحداثه له. وركوبهما قارب صيد ووصفه للأجواء -الافتراضية- المحيطة بالرحلة،..
ولم يعلم الشيخ عيد بأن الشيخ حسني أعمى بدوره إلا بعد محاولة إغراقهما من طرف صبيان أحد الأشخاص يريد الانتقام منه لتشويشه على محاولة استيلائه على عقار في الحي.
في العزاء المقام بمناسبة وفاة أحد سكان الحي (عم مجاهد)، والذي شهد نوم الشخص المكلف بمكبر الصوت، مع انطلاق الشيخ حسني في قص حكايات بعض سكان الحي، فلم يروها للحاضرين لحفل العزاء فقط بل استمع إليها، كذلك ومباشرة الحي كله عبر مكبر الصوت، والتي فضح فيها عدد من الأشخاص، منهم سيدة كان يعرفها من قبل (عواطف) وضرب معها موعد غرامي ليجدد علاقته بها، وزوج ابنتها (سليمان) الذي هربت منه زوجته (روايح)، وتاجر المخدرات (الهرم) الذي فر هاربا من صدمة الفضيحة وقطع المخدرات تتساقط منه، وصاحب المقهى… ولم يسلم منه حتى ابنه الخريج العاطل الذي يفكر في الهجرة، حيث تحدث عن عجزه أثناء تواجده مع مرافقته (فاطمة) فما كان منه (يوسف) إلى أن قال لها ساخرا إن أباه يرفض أن يعترف بأنه أعمى.
وفي سياقة الشيخ حسني للدراجة النارية ومعه ابنه الذي اضطر للركوب خلفه حتى يحقق له حلم السياقه فسقطا في النيل…
***
ويبقى الفنان الراحل محمود عبد العزيز أحد أهم الوجوه الفنية التي حملت الفرجة والمتعة والوعي الاجتماعي والسياسي والجمالي في تاريخ السينما والفن.
وفيلم “الكيت كات” يصر على الأمل رغم ما يبدو من انسداد في الأفق!.
—————————————-
• تم إنجاز الموضوع استنادا إلى ذاكرة مشاهدات سابقة تم تدعيمها ببعض المصادر الأخرى.