جريدة أرض بلادي – فاطمة الزهراء الحجامي –
احتضنت قاعة العروض بمدرسة الإمام مالك للتعليم العتيق بالناظور، مساء الثلاثاء 15 أبريل 2025، ندوة وطنية رفيعة المستوى تحت عنوان “الذكريات الوطنية: تاريخ وعبر”، نظمتها كل من المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور، والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير – فرع الناظور، وذلك في إطار ترسيخ قيم الوطنية والاعتزاز بالتاريخ المغربي المجيد في نفوس الناشئة.
الندوة، التي خُصصت لطلبة الطور الثانوي بالتعليم العتيق، افتُتحت بتلاوة عطرة من الطالب سعيد بنشنوف، قبل أن يتولى الطالب عبد الإله بلعلي تسيير فقراتها بحنكة وروح تفاعلية.
وفي كلمته الافتتاحية، أبرز الأستاذ سعيد طبازة، المندوب الإقليمي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أهمية تخليد الذكريات الوطنية التي تزخر بها ذاكرة شهر أبريل، وما تحمله من دروس وعبر تجسد تضحيات الشعب المغربي في سبيل الحرية والاستقلال.
تميزت الندوة بتقديم ثلاثة عروض هامة من طرف الطلبة المشاركين، حيث تناول الطالب سليمان العيساوي في العرض الأول أحداث الدار البيضاء ودورها البطولي في مقاومة الاستعمار، فيما سلط الطالب حذيفة خجو الضوء في عرضه الثاني على زيارة جلالة المغفور له محمد الخامس إلى طنجة وتطوان، مستعرضًا مضامين خطاباته الملهمة في تلك المرحلة الحاسمة. أما العرض الثالث، فكان من تقديم الطالب محمد مشهور، الذي تناول فيه حدث استرجاع مدينة طرفاية ودوره في استكمال الوحدة الترابية للمملكة.
واختُتمت الندوة بكلمة مؤثرة للأستاذ عبد الحميد معيوف، عضو المجلس العلمي، حيث نوّه بأهمية إشراك طلبة التعليم العتيق في مثل هذه الأنشطة التأطيرية التي تعزز الحس الوطني وتربط الأجيال الجديدة بجذورها التاريخية.
وفي أجواء روحانية خاشعة، رُفعت أكف الدعاء لمولانا أمير المؤمنين الملك محمد السادس بالنصر والتأييد، ولولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن، وصنوه المولى الرشيد، ولكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة، مع الترحم على أرواح الملكين الراحلين الحسن الثاني ومحمد الخامس، وكافة شهداء الوطن الأبرار.
ندوة جمعت بين التاريخ والعبرة، وساهمت في زرع بذور الوفاء في نفوس شباب يتأهبون لحمل مشعل الوطن بروح راسخة ومعرفة أصيلة.