قصبة لوداية محطة الموحدية والعلوية مشروع حاضرة الثقافة

في مصب نهر أبي رقراق بين الرباط وسلا، وعلى رأس التل الأيسر تنتصب قلعة الأوداية المحاطة بسور من جميع جوانبها، ويقرأ الزائر على أسوارها وجنباتها صفحات من تاريخ بعض الدول التي تعاقبت على حكم المغرب.
وقد كانت الأوداية في الأصل قلعة محصنة شيدتها دولة المرابطين (1056-1147م) لمحاربة قبائل بورغواطة الأمازيغية التي أقامت في القرون الوسطى إمارة على الساحل الأطلسي، وازدادت أهمية القلعة في عهد دولة الموحدين (1130-1269م)، الذين جعلوا منها رباطا.
وفي حديث لبعض وسائل الإعلام الدولية ، فسر الباحث في علوم الآثار جمال بامي تمرد الموريسكيين بـ”شعورهم الزائد بالأفضلية الحضارية ورفضهم الخضوع للغير”, فأسسوا جمهورية الرباط/سلا التي دامت خمسين عاما ابتداء من 1614م، واستقروا في قصبة الأوداية ونظموا “حركة جهاد بحري” ضد السفن المسيحية بالمحيط الأطلسي، حتى اشتهروا لدى المؤرخين الغربيين بقراصنة سلا والرباط.
وكان من حق ديوان هذه الجمهورية تنفيذ جميع العقوبات إلا الإعدام الذي كان البت فيه راجعا للسلطان، وبلغ من قوة الجمهورية كذلك أن كانت لها علاقات دبلوماسية مع دول أوروبية مثل إنجلترا وهولندا.
ويخشى المهتمون والمختصون في الآثار التاريخية في قلعة الأوداية من بعض الأشغال التي تنفذها السلطات المغربية منذ سنوات لإقامة مشاريع سياحية على ضفتي نهر أبي رقراق.
وتعتبر الأوداية، التي تحولت قصبتها إلى رواق للفن التشكيلي، وأصبحت تحتضن اليوم أنشطة ثقافية وفنية، المكان المفضل للعديد من الفنانين والأدباء المغاربة والأجانب الذين اختاروا الاستقرار بها، كما أنها فضاء نموذجي لعدد من المخرجين المغاربة والأجانب لتصوير أفلامهم السينمائية، خاصة التاريخية منها.
وأوضح عضو جمعية خريجي علوم الآثار بالمغرب محمد الجطاري أن الجمعية نبهت المسؤولين على المخاطر التي قد يتعرض لها الجزء الشرقي من القلعة بعملية الحفر أو بقوة حركة السير في نفق يتم الآن حفره تحت القلعة لتسهيل حركة السير…
مراسلة / أرض بلادي