جريدة أرض بلادي-هيئة التحرير-
بقلم سفيان العلالي-
ركبت الحافلة رقم 72 التي تنقل العامة من الناس من الحي الحسني نحو السالمية مرورا بشارع الجولان لدرب السلطان ثم سيدي عثمان … وجدت المقاعد ممتلئة إلا قليلا منها، بقيت واقفا لهنيهات بعد أن أقلعت الحافلة، مرتديا محفظتي الصغيرة وكيسا به بعض الأغراض ثم كيسا آخر به كتب تقدر بستعة عشر كتابا، أديت ثمن التذكرة.
بعد التفتيش هنا وهناك رمقت عيناي مكانا شاغرا ينظر جالسه في الاتجاه المعاكس لمسار الحافلة، وضعت أغراضي بالقرب من الكرسي وإذا بامرأة تبدو مرهقة من البحث عن لقمة عيش ولجت الحافلة، احتراما لها نهضت فمنحتها المكان ببشاشة ورحابة صدر شاكرة إيايَ.
اقتربت من الباب الخلفي وعيناي لم تفارق أغراضي التي بقيت بالقرب من المرأة، كنت أنوي أن أجعلها قريبة مني وخصوصا الكتب لأنها هدايا من عزيز ومقتدر، مخافة أن تضيع مني أو تسرق.
ثم تدوال دماغي عبارة جعلتني استريح وبالي يهنأ …
وضعت بضاعتي من الكتب دون اكثرات لأن السارق لا يقرأ والقارئ لا يسرق.