قصة قصيرة من وحي عيد الأ مهات  – خططتها اليوم على لوحتي..محسن قيزاني.

جريدة أرض بلادي- هيئة التحرير-

 

باكرا آويت إلى فراشي . أليس الستينيون قد تأخذهم سنة من النوم قبل غيرهم ؟ . لعل لعبء أعوام من العمل المضني استتباعاته لاحقا .

متيقظا استحضرت لقطات من الماضي البعيد … استعرضتها بحلوها و بمرها ّ… شعرت بثقل و استرخاء و غام شريط الأحداث في ذاكرتي …

أمي ليست نؤومة . استأنست بصياح الديك لتقوم و تقيم صلاة الفجر . أنهت الصلاة و أنهت أدعيتها البسيطة في منطوقها العميقة في نية أمي وصدقها.

تعودت أمي كنس الفضاءات المحيطة بالمنزل كل صباح . وقفت بقد أصابه اعوجاج . إنه حكم السنين الطوال و شتى المتاعب . هي لا تعرف للشكوى معنى .

– لا بد لي أن أعد وجبة فطور متكاملة… أليس غذا أول أيام امتحان ” السيزيام ” … يا إلاهي ! لم استشر ابني في أكلة تحفز الذكاء و تفتح البصيرة عند الامتحان …تذكرت ، سمعته يوما يقول لا مناص من محليات و بروتينات … إنها تبعث في الجسم النشاط و تنشط الذاكرة .

– علي أن أحضر رغائف الخبز … آنه يحبها رقيقة و ساخنة … والبيض البلدي كله منافع و قد اعتاد أن يتناوله مسلوقا… علي ألا أنسى زبدة شهية جهزتها بنفسي يوم أمس … نعم لا مناص من حبات تمر حلوة تتناول على الريق … يا إلاهي … الشمس أشرفت على الطلوع … هذا يوم امتحان لا بد من أن يكون مبكارا و المسافة ليست قريبة … علي أن أصحيه من النوم …

( دخلت أمي تمشي الهوينا مبسملة و مرددة بعض دعوات صالحات ….

– ها إنك صاحيا ياابني … قد جئت أدعوك للفطور …

– أماه ! مذ خروجك من البيت صحوت لمراجعة بعض القواعد في الهندسة و الحساب و لا يخفى عنك رسوخ مذاكرة الصباح في الذهن …

– حسنا فعلت يا ابني … كان النجاح حليفك …

– بورك فيك يا أمي … يا غبطتي و يا فرحي… اقتربي أماه عساني أن أقبلك و أطلب رضاك عني فأفلح في الامتحان .

– من كل مهجتي … سدد الله خطاك و فتح بصيرتك …

– أمي أتدمعين … ما خطبك ؟

– لا يابني … لا تشغل بالك إن هي إلا دموع فرح أرقبه بفارغ الصبر … إنه الفرح العارم بنجاحك و تميزك … ألست ابني الأصغر يرق لك القلب و تهتز لك المشاعر …؟

– وعدا مني يا أمي سأبذل كل الجهد لأحقق مل تحلمين به …

صحوت من نومي وودعت أحلامي و قمت أستجمع قطعا من حلمي الجميل و لسان حالي يردد : رحمك الله يا أماه و جعل قبرك روضة من رياض الجنة في هذا اليوم الذي يصادف ” عيد الأمهات ”

في 26 ماي 2024