جريدة أرض بلادي-هيئة التحرير-
بقلم الناقد محسن قزاني-
كتابات المبدع المغربي الصديق مصطفى لغتيري، تلح عليك إلحاحا لتتوقف للحظات تذوق، و تمثل، و تفاعل مع نصوص حبلى جمالية، و جدة، و طرافة، و عمرا.
استوقفتني هذه القصيدة ” كأنهةيشبه سمرته ” و ألحت علي إلحاحا، أن أتريد في تلقيها و استكنان ما فيها من أمارات الشعرية و العمق الفكري …
و ككل نصوره الشعرية، فإن لهذه القصيدة متنا و أدبية ، ما يستدعي منا وقفة وعي و إعمال عقل كي يتسنى الثلوج إلى معنى المعني و المعاني الثواني و قراءة ما بين الكلمة و الصورة من مقاصد ترتقي في هذه القصيدة إلى التأمل و البعد الأنطولوجي الوجودي من خلال لحظات تفكير عميق و إدراك لسر هذا الوجود من شاعرنا الذي لا يعدم العمق الفلسفي في كتاباته السردية و الشعرية .
” رويدا تأمل ذاك الأفق البعيد “. وظيفة فاتحة تنفتح على دعوة للتأمل و إعمال النظر و بعده استحياء لحقيقة هذا الوجود المبهم ظاهريا ، و العميق كلما حققنا النظر .
وتحيل بدايات القصيدة على مشهدية متكاملة الأبعاد حسيا و باطنيا … فحسيا، هناك استدعاء الحواس كالرىية ” الأفق البعيد / سمرته الواردة ” غير أن هذا الإدراك الحسي إن هو إلا مقدمة مبشرة بإدراك عميق و التحول من العرض إلى الجوهر .
و للذوق نصيب من مكونات المهدية ” شهيا على سجيته ”
إن الكلمات في قصيدة لغتيري على حد تعبير Roland Barthes لها كيان مشيأ و دالة بذاتها أو ما يسميه ” بالكلمات الأشياء ” “Les mots choses “.
و تتواصل المهدية في المقطع الثاني لتكمل الصورة و تنجلي عناصرها و أبعادها ” الشفق و الحمرة و الشمس “،
وهنا استوقفني تزاوج و تواشج و تداخل بين فن الرسم الزيتي و الرسم بالكلمات أليست الفنون متعددة و الغاية واحدة ألا وهي الجمالية في أبهى أشكالها و رموزها .
و المتامل في هذه القصيدة، يدرك أن للشعر وجها و قفى، وجه نقفىفيه عد ما يزك الرؤية و بعد ندركه بما تزحي به الرؤيا .