جريدة أرض بلادي – عبد المجيد العزيزي –
وجهت الجالية المغربية المقيمة بالخارج نداءً استعجاليًا بشأن التأخر الكبير في تسليم شقق مشروع بساتين الواحة بمراكش، بعدما طال الانتظار وازدادت معه المعاناة، لتتحول فرحة العودة إلى الوطن إلى كابوس نفسي واجتماعي.
ففي كل صيف، يشد عدد من أفراد الجالية الرحال إلى وطنهم الأم، حاملين أحلام الاستقرار وذكريات الطفولة وآمال اللقاء بأرض الجذور. كثيرون منهم اشتروا شققًا بهذا المشروع العقاري أملاً في امتلاك مسكن يؤويهم هم وعائلاتهم. لكن المفاجأة المؤلمة، أنهم وجدوا أنفسهم مضطرين للجوء إلى الفنادق أو الإقامة عند الأقارب بسبب عدم تسليم المفاتيح في الوقت المحدد.
تضاعفت المصاريف، وضاعت العطلة، وتحولت لحظات الشوق والحنين إلى خيبة أمل كبيرة. تساءل المتضررون في مرارة: “كيف نُشجَّع على الاستثمار في بلدنا إذا كان استقبالنا يتم بهذه الطريقة؟ أين مؤسسات الرقابة؟ وأين هي الجهات المسؤولة عن حماية ثقة المواطن في المشاريع السكنية؟”
مشاعر الغضب والاستياء تعم الجالية، خاصة أن بعضهم صرف مبالغ ضخمة مقابل الشقق، ومع ذلك لم يتحقق حلم امتلاك منزل في وطنهم. يحذر المتضررون من أن تكرار مثل هذه التجارب قد يُفقد الثقة نهائيًا في السوق العقاري بالمغرب، ويدفع الجالية إلى إعادة النظر في فكرة العودة والاستثمار.
فهل تتحرك الجهات المسؤولة لإنصاف المتضررين قبل فوات الأوان؟ وهل نملك شجاعة الاعتراف بأن جاليتنا لا تستحق فقط التصفيق في المهرجانات، بل حماية حقيقية لحقوقها؟
لأن حب الوطن ليس مجرد شعار، بل التزام ومسؤولية.