جريدة أرض بلادي -رؤوف عبد الواحد-
في شوارع المدن الرئيسية في المغرب، يتجول عشرات من المرضى النفسيين وكثير منهم من المشردين، في غياب من يهتم بشؤونهم ويحن لحالهم ، وأغلب المشردين من هذه الفئة هم من المواطنين الذين تخلى عنهم ذووهم بسبب تكلفة الرعاية المرتفعة وغياب البنية التحتية لعلاجهم بالمراكز الصحية المخصصة لهذا المرض وعدم جعله من أولويات القطاع الوصي الدي يتمثل في وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
وتبقى الحقيقة واقع صعب في ظل ضعف الخدمات والمرافق وعدم توفر الكوادر الكافية لرعاية مرضى الاضطرابات العقلية والنفسية ، فضلا عن تدهور أوضاع المستشفيات القائمة ولعل مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية ببرشيد نموذجا حيا وحتى العقلاء والأصحاء إن ساقتهم الأقدار إلى دخول إحدى المصحات الأقرب منها إلى معتقلات لن يخرجوا أصحاء .. ويبقى النهوض بالصحة النفسية والعقلية رهين بمراجعة السياسات العمومية وتوفير الخدمات العلاجية بما يضمن الكرامة الإنسانية للمريض والمواطن السليم على حد سواء .. ويبقى السؤال المطروح إلى متى تظل هذه الزاوية يطالها التعتيم .. ؟