جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الكريم السيدة رئيسة المجلس الوطني المحترمة
السيدات والسادة أعضاء المكتب السياسي
المحترمون السيدات والسادة رؤساء الجماعات المحترمون أخواتي إخواني المناضلون المحترمون
يشرفني أن أشارك معكم في هذا اللقاء الهام الذي يأتي في ظروف خاصة، إن لم نقل استثنائية على العديد من المستويات، سیاسیا، اقتصاديا واجتماعيا، حيث تواجه بلادنا عددا من التحديات الكبرى داخليا وخارجيا، وعلى رأسها انعكاسات تقلبات الأسواق الدولية بسبب أحداث الحرب الروسية الأكرانية، التي زعزعت استقرار الأسواق الدولية، وأرخت بضلالها الاقتصادية على جميع دول العالم بما فيها بلادنا؛ وخلفت انعكاسات اقتصادية جديدة تنذر
بمصاعب اجتماعية، لينضافکل ذلك إلى تداعيات جائحة “كورونا”، رغم أن هذه الجائحة في الحقيقة شكلت فرصة أخرى التأكيد عمق وقوة الدولة ببلادنا، حيتبلادنا بفضل القيادة الاستباقية والاستراتيجية الصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، وبفضل إسهامات جميع السلطات والمؤسسات والمنتخبين والمجتمع المدني وكافة أفراد الشعب المغربي، تمكنت من مواجهة جائحة كورونا بنجاحات مبهرة لقيت إشادة من خصوم المغرب قبل أصدقائه.
وفي نفس سياق التحديات تواجه بلادنا كذلك تأخرا ونقصا غير مسبوق في حجم التساقطات المطرية، الأمر الذي انعكس سلبيا على القطاع الفلاحيوعلى الحاجيات المائية للبلاد، كما الوضع الاقتصادي والاجتماعي لساكنة العالم القروي، مما تطلب من الحكومة التدخل الفوري عبر إجراءات وتدابير مسؤولة ساهمت بدون شك في تخفيف هذه الآثار.
السيدات والسادة الرؤساء المحترمون إن تركيزنا على هذه التحديات الداخلية و الخارجية التي تواجهها بلادنا بوقعها المباشر على الحياة اليومية للمواطنات والمواطنين،
ليس هروبا إلى الأمام، أو تنكرا للمسؤولية السياسية التي نتحملها كجزء أساسي ضمن تركيبة الأغلبية الحكومية.ولن تكون مبررا يعفينا من التزاماتنا داخل هذه الحكومة، التي
سنظل نتحملها كاملة، ولن نختفي يوما وراء أي سبب من الأسباب، أو نضع قدما داخلها ضمن المعارضة. بل سنظل
ملتزمينداخل هذه الحكومة المنسجمة بصورة غير مسبوقة، وسنظل نواجه جماعيا التحديات، وأخرى ضمن المعارضة. بل سنظل ملتزمينداخل هذه الحكومة المنسجمة بصورة غير مسبوقة، وسنظل نواجه جماعيا التحديات، ونواصل تحقيق النجاحات الكبيرة للوطن و المواطن، ولعل أبرزها هو نجاحها في الحفاظ على استقرار الأسعار رغم التقلبات السياسية و المناخية والوبائية الجدرية داخليا وخارجيا.
لذلك نطمئن المشككين، بأن هذه الحكومة بمكوناتها السياسية الوطنية العتيدة، ستواصل إنجاز الأوراش الاستراتيجية، وتنفيذ مضمون البرنامج الحكومي، وتحقيق وعود القانون المالي المصادق عليه من طرف ممثلي الأمة، وتنزيل ورش الحماية الاجتماعية، ودعم المهنيين والفئات المتضررة من كورونا ومن غلاء أسعار المواد الطاقية واتخاذ بشجاعة كبيرة جميع التدابير والإجراءات الكفيلة بدعم القدرة الشرائية للمواطنين، والحفاظ على استقرار الأسعار وصون السلم الاجتماعي. فالحكومة الحالية حكومة اجتماعية أكثر من أي وقت مضى، في دولة اجتماعية وراعية احتضنت مواطنيها بحرارة حينما أحكمت دول العالم إغلاق الأبواب بسبب جائحة “كوفيد19”. فحكومة رجال الدولة تنشغل بالإکراهات لا بالمزايدات، تنشغل بالتحديات الجيوستراتيجية الكبيرة التي تواجهها بلادنا، وإكراهات الحفاظ على إرث وصورة بلادنا كنموذج ديمقراطي وتنموي وحقوقي رائد في إفريقيا والمنطقة العربية، وهذا وحده كاف لإثارة كيد الكائدين وغيظ الغائظين.
أخواتي إخواني الرؤساء المحترمون
نلتقي بكم اليوم في ظرف دقيق من تاريخ حزبنا، نلتقي بعد معركة انتخابية قادها حزبكم بشرف كبير، مكنتنا جميعا من احتلال موقع جد متقدم في الساحة السياسية وداخل الحكومة الحالية، ونقولها للمرة العاشرة: إن المرتبة المحترمة التي منح الناخب المغربي الحزبنا خلال الانتخابات الأخيرة والتي مكنتنا من رئاسة مئات الجماعات الترابية، ومجالس الجهات ومواقع جد هامة داخل الحكومة، كانت ثمرة المسار النضالي لجميع الباميات والباميين، ولم تكن هبة من أحد، لهذا يحق لنا جميعا أن نعتز ونفتخر باختياراتنا التي قطعناها خلال السنتين الأخيرتين. حيث قطع حزبنا منذ المؤتمر الوطني الرابعالمنعقد بمدينة الجديدة سنة 2020 أشواطا هامة على مستوى التنظيم والتجديد ورص الصفوف، وتجاوز بفضل إسهامات جميع مناضلاته ومناضليه جراح الماضي؛ فدخلنا محطة الانتخابات الجماعية والجهوية والتشريعية الأخيرة موحدي الصفوف، وتمكننا من تحقيق نجاح كبير، فاجأ أصدقاء الحزب وخصومه على السواء، الذين راهنوا على زوالنا. فجدرنا مكانتنا داخل المجتمع وداخل المؤسسات
بفضل خطابنا السياسي الحداثي الصريح، المدافع عن الدمقراطية وحقوق الانسان والمساواة، وبفضل كذلك سلوكنا السياسي المتزن و المحترم للجميع، الذي تبنيناه عن قناعة راسخة بعد نقذ ذاتي شجاع، أكسبنا احترام الجميعو ثقة الناخبين، فدخلنا الحكومة من بابها الدستوري الشرعي، بعد أزيد من عشر سنوات من المعارضة كانت كلها نضال وإصغاء
جيد لمطالب وحاجيات المجتمع. ولأن لغة الأرقام لا تخفي أسرارا، ولا تحتمل تضاربا في التفسيرات، فإن هذه الأخيرة تؤكد بالملموس حجم وفاء مناضلاتنا ومناضلينا القيم حزبهم العتيد ولمبادئه التأسيسية، إذ رغم إكراهات عشر سنوات داخل موقع المعارضة، بما يطرحه من معاناة نتيجة عقلية الإقصاء من مشاريع الأغلبيات الحكومية المتعاقبة، فقد ظل الوفاء للحزب وخدمة مشروعه السياسي بكل إخلاص هو العنوان البارز للباميين و الباميات منذ التأسيس، ونتيجة لذلك رسخ حزبنا مكانته الريادية داخل المشهد السياسي
رغم الصراعات الداخلية وإكراهات المعارضة، فحصلنا في الاستحقاقات الأخيرة التي جرت شهر سبتمبر 2021 على 6361 مقعدا ضمن الجماعات الترابية من أصل 6662 خلال استحقاقات 2015، وحافظنا على القوة السياسية الثانية بمجلس النواب ب87 مقعدا برلمانيا من أصل 102 افتقدنا بعضه بسبب القاسم الانتخابي الجديد، وحققنا رئاسة 4 مجالس جهوية من أصل 5، وسجل حزبنا ارتفاعا في رئاسة مجالس العمالات والأقاليم،.حيث انتقلنا من 22 رئاسة في السابق إلى 25 رئاسة حاليا، ومشاركة حزبنا لأول مرة في الحكومة بسبعة حقائب وزارية هامة ومتنوعة،.وطبعا دون الحديث عن المكانة الهامة التي حافظنا عليها بفضل جهودكم السادة الرؤساء المحترمين، حيث ترأس حاليا حوالي 333 جماعة ترابية من أصل 358 جماعة كنا نرأسها سنة 2015، حصلتم عليها بفضل نضالاتكم الميدانية، ونتيجة حريتكم التامة في عمليتي المفاوضات والتحالفات المحلية، إذ لم تتدخل قيادة حزبكم مطلقا في طبيعة وشكل التحالفات المحلية التي قمتم بها، والتي رفضنا مطلقا أن تكون مشروطة بأي خط أحمر يقرر من المركز أخواتي إخواني الرؤساء المحترمون مباشرة بعد هذه المحطة الانتخابية الدقيقة من تاريخ بلادنا عامة وحزبنا خاصة، لم ننغمس في حلاوة السلطة والكراسي الحكومية، إذ اعتبرنا أن المسؤولية الثقيلة على عاتقنا هي الإسهام في تنمية وطننا، عبر بناء الذات التنظيمية لحزبنا بشكل ديمقراطي متين، والإعداد الجيد لمحطة 2026 من الآن.
لذلك قمنا مباشرة بعد تشكيل الحكومة باستكمال تركيبة المكتب السياسي، فانتخبنا جميع أعضائه، ووضعنا برنامجا دقيقا لعمله فأسسنا ستة أقطاب متكاملة تعنى بالجوانب التنظيمية، وبالعمل البرلماني والمنتخبين، وبالرقمنة والإدارة، ثم التواصل والإعلام، والعلاقات الخارجية، وبالقضايا المالية للحزب.
أخواتي إخواني الرؤساء المحترمون
نعلم جيدا أن التحديات كبيرة، وأن ما تعانونه بحكم قربكم من المواطنين أكثر حدة، ونعلم أنكم في طليعة الصفوف الأمامية لقضايا التنمية والماء و الهشاشة، ونعلم كذلك أنكم مرآة الحزب ووجهه المجتمعي، لذلك شرعنا مباشرة بعد الانتخابات الأخيرة في بناء قطب وإطار قوي للمنتخبين، ولنا اليوم تصور جاهز لهذه المؤسسة بعد استقراء موضوعي لأعطاب التجربة الماضية، ونراهن اليوم على خلق مؤسسة حزبية خاصة بقضايا المنتخبين، ذات بنية إدارية قوية، وإشراف سياسي متين، استعنى بقضايا السيدات والسادة المنتخبين ورؤساء الجماعات تحديدا، وسنعمل على تمكينها من جميع وسائل العمل حتى تنجح في مهامها، وستكون رهن إشارتكم من التواصل معكم، وستشكل بنية إنصات واستقبال لجميع ملفاتكم، وصلة وصلكم بين.قضايا المواطنين وبين مراكز القرار الحكومي والمؤسساتي بالرباط.
أخواتي إخواني الرؤساء المحترمون
إن رؤساء الجماعات ومكوناتها البشرية هي التعبير الأفضل الصوت الحزب وصورته، ونحن نرغب في التعاون معكم إيمانا منا أنه عبركم نخدم المواطن ثم الوطن، وهذا يحتاج إلى الإمكانيات كما القدرات وقد قررنا بناء جهاز تواصل كما أشرنا إليه من قبل، ونريدكم أن تكونوا سفراء حزبنا المتحدثين باسمه، الناطقين بلغته الصريحة، خاصة في لحظات يمر منها الوطن من صعوبات اقتصادية، تفرض علينا المزيد من التلاحم والتآزر وهذه مسؤوليتنا جميعا.
لذلك، أخواتي إخواني الرؤساء المحترمون، لاداعي أن نذكركم بأن قيادة حزبكم، أمانة عامة ورئاسة مجلس وطني، وزراء ورؤساء الجهات، ومكتب سياسي، واعون تمام الوعي
بأدواركم الاستراتيجية داخل الحزب، التي نراهن على استحضارها بقوة خلال عملية إعادة بناء التنظيم الحزبي خلال المؤتمرات المحلية والإقليمية التي انطلقت بعدد من
الجهات، لذلك حان وقت إنصافكم داخل التنظيم الحزبي الجديد، ولن أفشي سرا إذا قلت لكم أن قيادة الأصالة والمعاصرة تؤمن بأن حزبنا لا مستقبل له بدون مكانة قوية لكم، فأنتم خير وسيط بين حزبكم وسائر المواطنين، لكسب التحديات والرهانات، وتحقيق التنمية والانخراط بقوة ومسؤولية في المشروع المجتمعي الحداثي والإصلاحي
الذي يقوده بعزم وإصرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
،