كوني أميرة نفسك

جريدة أرض بلادي_سناء القصيري

 

أمسكي علبة التبرج تلك وأبدعي في تفاصيل وجهك. ضعي كحلا على عينيك وجعليهما كاللؤلؤتين …. لكن اعذريهم إن أطالوا النظر في جمال عينيك، هي التي أجبرتهم بذالك ….

أمسكي أحمر الشفاه ثم دعيه يبهر مرآتك .

أمسكي أبواب خزانتك وخربي ترتيب ملابسك، وجعلي الغرفة تعمها فوضى لتَكَوِن عاصفةً التي بعدها ستزهرين…

اختاري فستانا يجعلك كالأميرات لا بأس أن تتدلعي وأنت تختارينه.

صفيفي شعرك ودعيه مسندل على كتفيك يلامس جسدك يدغدغ جلدك فهو أولى بملامستك.

تعطري بأغلى العطور وأجودها….فالعالم بحاجة إلى أميرات مثلك.

تهوري واعترفي لمعجبك السري، ثم رحلي قبل أن يستوعب سحر جمالك ودهشة كلماتك دعيه مبعثر المشاعر مشتت الفكر …

ذلك الشخص الذي تدعين احترامه، أخبريه عن الأمر بأسوء الكلمات وأوقحها وصرخي فوجهه وأغلقي أبواب….

اتجهي نحو أفخم المتاجر واصرفي كل أموالك، ثم الكثير من الحلاويات وملابس الأطفال و انطلقي ووزعيها على المارة…

ثم ورودا قدميها لكل امرأة عجوز، ثم ابتسمي وضعي في يدها أحمر الشفاه ليعيد لها الأمل في الحياة، ولتعلم أنها جميلة رغم كل السنوات ثم اهمسي في أذنها أنت الجنة تحت أقدامك، تستحقين تاج فوق رأسك وليس هموم الحياة… أنت وردة من صنف بشري…

ثم غادري قبل أن تلتقي شفتيها لتجيبك….

أسرعي وابحثِ عن مستشفى وفاجئي مريضا فاقد للأمل منتظرا للموت أنك حبل النجاة، وأنك وضعت إسمك ضمن قائمة المتبرعين…. ازرعي البسمة في وجهه واستمتعي بمشاهدتها، حتما هي أصدق الإبتسامات…..

ثم دعيه يستجمع خيوط الحياة الذي أفلتها قبل مجيئك…

توجهي للمحكمة الأسرية… وأمسك ذراع تلك المخطئة وذاك المتهور…. كوني المستمعة ولست بالناصحة ولا قاضية كما فعل الجميع…. دعي كل طرف يتحدت دون أن يقاطعه أحد، دون أن تعاتبيه أو تنصحيه بالصحيح…. وفي نهاية ارفعي وجهيهما وذكريهما بليلة خطبتهما وطلبي من كل واحد منهما أن يتذكر موقف أضحكه حينها….. وفي وسط تعالي ضحكاتهما قولي لهما عَنِقا بعضكما وارجعا إلى بيتكما وكأنكما حديثا الزواج واجعلا طلبكم في المحكمة كعقد جديد للوفاء…. ثم اخبريهما إن الطلاق ينتج أشخاصا مرضى نفسيين في المجتمع من أبناء و أباء… وقدمي ورقة لكل منهما بها تقديما عن سكيولوجية الجنسين واختلاف الذي بينهما ….. ثم ارجعي للوراء وشاهذدي أسعد النهايات الحقيقية…

فأنت أنثى لا تغاذري مكانا إلا وفاح عطرا وتعالى بصوت الفرح.