جريدة أرض بلادي ✍️: عبد المجيد العزيزي
في حادث مأساوي أعاد إلى الواجهة هشاشة المنظومة الصحية بالمناطق القروية، توفي رجل في عقده الرابع بجماعة بوقرة، التابعة لإقليم وزان، إثر تعرضه للدغة أفعى سامة، وسط ارتفاع مقلق لعدد الإصابات الناتجة عن الزواحف والحشرات السامة خلال فصل الصيف.
ويأتي هذا الحادث في ظل موجة الحرارة التي تعرفها عدة مناطق من المملكة، والتي تؤدي إلى تكاثر الأفاعي والعقارب، خصوصاً في المناطق الجبلية والقروية، حيث تفتقر المراكز الصحية للتجهيزات والأدوية الضرورية، وعلى رأسها الأمصال المضادة للسموم.
وحسب مصادر محلية، فقد جرى نقل الضحية على وجه السرعة إلى المستشفى، بعد تدهور حالته الصحية، غير أن غياب الأمصال في المستوصفات القروية حال دون إنقاذ حياته، مما خلّف موجة استياء واسعة وسط سكان المنطقة.
الساكنة عبرت عن غضبها وقلقها الشديدين من غياب أبسط شروط العلاج والتطبيب، في وقت يتكرر فيه مثل هذا النوع من الحوادث سنوياً. وطالب المواطنون بتوفير الأدوية الحيوية بشكل مستعجل، خاصة تلك المضادة لسموم الأفاعي والعقارب، تفادياً لفقدان أرواح أخرى بسبب تقاعس الجهات الوصية.
وفي ظل هذا الوضع، يطرح كثيرون السؤال المحوري: أين الجهات المسؤولة عن إقليم وزان؟ وهل تُستحضر معاناة هذه الساكنة فقط خلال موسم الانتخابات؟ مطالبين بأن يتم إنقاذ المواطنين الآن، لا انتظار اقتراب موعد الصناديق.
إن الحادث المؤلم ليس معزولاً، بل هو جزء من واقع مرير يعيشه سكان القرى المغربية، ممن يعانون في صمت مع كل موجة حرارة أو خطر طبيعي، دون أن يجدوا الحد الأدنى من الرعاية الصحية التي تضمن حقهم في الحياة.