جريدة أرض بلادي – ليلى الجابري –
في إطار الشراكة المبرمة بين المديرية الإقليمية بعمالة مقاطعة الحي الحسني وجمعية سمفونية الزهور للثقافة والفنون
وتفعيلا لبرنامج وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الرامي إلى دعم تعزيز التسامح والسلوك المدني والمواطنة والوقاية من السلوكات المشينة بالوسط المدرسي APT2C.
نظمت جمعية سمفونية الزهور للثقافة والفنون بشراكة مع المديرية الإقليمية بعمالة مقاطعة الحي الحسني ندوة حول موضوع” العنف بالوسط المدرسي:الأسباب والحلول ”
وذلك يوم الجمعة 16ماي 2025م ،على الساعة 15h30 بمؤسسة التفتح الفني المهدي.
بمشاركة كل من الأستاذين الباحثين : الأستاذ عصام العلمي كوتش ومستشار تربوي وأسري والأستاذ التونسي الفقير مدرب التنمية الذاتية ومدير الأكاديمية المغربية لصناعة القادة.
افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية للأستاذة ليلى التجري مسيرة اللقاء رحبت من خلالها بالحضور الكريم وكافة المشاركين والمشاركات عن اهتمامهم بالموضوع،وعن ثمرة الشراكة المحدثة بين جمعية سمفونية الزهور للثقافة والفنون والمديرية الإقليمية بعمالة مقاطعة الحي الحسني للإرتقاء بأنشطة الحياة المدرسية.
ألقى السيد مدير مؤسسة التفتح الفني المهدي المنجرة الحي الحسني من جهته كلمة بخصوص الحدث.
وقد قدم ضيف شرف اللقاء الأديب المغربي مصطفى لغتيري مداخلته القيمة حول الموضوع .
إذ اعتبر العنف مناقضا للحوار، لذا تبرز في هذا المجال أهمية اللغة، فكلما اكتسب التلميذ اللغة للتعبير عن نفسه وعن حاجياته وحل مشاكله قل لديه النزوع نحو العنف، و اعتبر كذلك ظاهرة اجتماعية معقدة يتداخل فيها ما هو نفسي مع ما هو اجتماعي و تربوي وثقافي.
وأكد على أهمية تدخل الأسرة والمدرسة والمجتمع ووسائل الإعلام في الموضوع.
ودور الأسرة والمدرسة بالأخص،لأنها تمتلك وسائل للتربية الحديثة التي تشجع الحوار وتجعل من التلميذ محور العملية التربوية، لذا يمكن أن تساهم بشكل فعال في الحد من ظاهرة العنف، وذلك من خلال تحفيز التلاميذ على الانخراط في أنشطة الحياة المدرسية ، لأن المتعلم يسعى لإثبات ذاته، فإن لم يتح له ذلك عبر أنشطة ثقافية وفنية ورياضية وبيئية، فإنه لا محالة سيلجأ إلى العنف كوسيلة للفت الانتباه، ومحاولة إثبات الذات.
ومن جهته قدم الكوتش عصام العلمي مداخلته الشمولية في الموضوع من خلال تداخل الدور الريادي للأسرة والمجتمع والمدرس و سائل الإعلام.
ومما ورد فيها:
التنشئة الأسرية ودورها في بناء الفرد ليكون صالحا للمحيط والمجتمع من خلال خلق بيىة أسرية بعيدة عن العنف الزواجي والعقاب القاسي وتحبيب الابناء في المدرسة والمعلم
المدرسة والمعلم
من خلال خلق علاقة ودية بين المعلم والتلميذ وإستعادة هيبة رجال ونساء التعليم وخلق ٱلية التواصل مع الإدارة وتفعيل دور جمعيات الٱباب كوسيط بين الأسرة والمدرسة وجعل التلميذ محور التعليم من خلال الدعم النفسي وتشجيعه على المشاركة دون تسلط أو إقصاء
الإعلام أو التربية الإعلامية
من خلق مناهج تواكب التطور التكنولوجي لإبعاد التلميذ عن المشاهد أو الرسائل التي تشجع على العنف مثل الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي
وتم اقتراح بعض الحلول:
أهمها فرض قوانين في المدارس للحد من ظاهرة العنف المدرسي .
وضع كاميرات للمراقبة من أجل معرفة الأسباب .
تقوية العلاقة بين الطالب والاستاذ انطلاقا من الأسرة .
الإستعانة بأخصائيين لتقديم الدعم النفسي والتوجيه في المؤسسات التعليمية .
مع مراعات إكراهات الأستاذ والطالب من جميع مناحي الحياة.
ومن جهته قدم مدرب التنمية الذاتية التونسي الفقير عرضا قيما حول الموضوع بالتحليل والتجريب والمناقشة.
بداية مهد لهذا الموضوع بطرح جملة من الإشكاليات من قبيل: هناك من يُحمِّل المدرسة كل أوزار إفلاس النظام الاجتماعي الإنساني، وهناك من يرى أن المدرسة جهاز عاجز عن تقديم ما يحتاج إليه مجتمعنا من إعداد للشخصية المتوازنة، حيث تفاعل معها الحضور من رجال ونساء التعليم وبعض فئات المجتمع المدني بشكل إيجابي.
و بما أن هذا الموضوع متشعب وشائك، فقد حصره في سببين أساسيين:
السبب الأول: تهميش القدوة الحسنة، وقد تطرقت لهذا السبب ببيان مفهوم القدوة الحسنة ودورها في بناء الناشئة بشكل خاص، والمتعلم بشكل أخص.
أما السبب الثاني: فيتمثل في “وهم السلطة والطاعة”، حيث تناولت هذا المطلب بالتعريف بمعنى وهم السلطة والطاعة باعتبارهما سلاحا ذا حدين.
في نفس الصدد عرض بعض الحلول من أجل معالجة هذين السببين، وذلك ببسط بعض الاقتراحات والمشاركات القيمة للحاضرين، والتأكيد على أن السلطة (أي المسؤولية) والطاعة إذا أحسن استخدامهما فسيلعبان دورا لا غنى عنه في حياة كل فرد، وفي تحقيق نضجه ونموه.
وأشار إلى أنه يجب الإيمان بأن السلطة والطاعة تقومان على الإقناع والاقتناع لا على التسلط و القهر.
تخلل اللقاء مناقشات واقتراحات وتم الخروج بتوصيات هامة حول الموضوع المعالج من طرف الحضور الكريم ضم أساتذة وأستاذات بمختلف الأسلاك ،ممثلي آباء وأولياء التلاميذ ،هيئات من المجتمع المدني ومختلف الفعاليات المهتمة بالشأن المحلي والوطني.
اختتم اللقاء بتوزيع شواهد شكر وتنويه على المتدخلين،وشواهد الحضور والمشاركة على كافة الحاضرين والحاضرات.