في الواقع كنت قد قررت التصويت بورقة فارغة لأريح ضميري ، والسبب هو أنني لم أجد الحزب الحقيقي الذي يطبق فعلا أسس ومبادئ الأحزاب ، وهذا قد رجع بي إلى الوراء حين كانت إدارة جريدتي النهضة بالسطات ، وقمت بزيارة الى جميع مقرات الأحزاب ، وخرجت بمقال عنوانه ، ماذا لو تحولت الأحزاب المغربية الى شركات مقاولة …. حيث أن الحزب يعتبر مدرسة وأكاديمية بالمفهوم الأكاديمي ، يتوفر على مكاتب إدارية تضم خزانات الكتب والأقراص المدمجة والتلفزة والأجهزة الإعلامية ، وبرامج أسبوعية وشهرية للندوات والموائد المستديرة ، وقراءات الكتب ، وعرض الأشرطة الوثائقية لمختلف المواضيع الوطنية والعلمية والفنية والثقافية ….. لكنني حين زياراتي لمقرات الأحزاب وجدت الكراسي القديمة ، والفراغ المميت ، لا من ناحية التجهيز الإداري أو الفكري ، بل هناك مقرات نبت العشب في جدرانها من كثرت الإهمال … فقلت في نفسي … لماذا لا نقتدي بأقرب جيراننا الغربيين وهم إسبانيا والبرتغال … ونرى كيف تأتت للأحزاب وكيف تديرها .. أعطوني حزب واحد يطبق ما ذكرت …. لن تجدوه …أعطوني حزب واحد له مقومات اقتصادية من شركات ومصانع من أجل المساهمة في التنمية وتعزيز الاقتصاد … لن تجدوه … فقط يضعون مقرات الأحزاب ومطابع الجرائد في إسمهم ليرثها أبنائهم من بعدهم …. ولأعود للموضوع … وأقول انني لما ذكرت وكتبت ما كتبت أعلاه كنت قد قررت التصويت لكن بورقة بظرف فارغ … إلا انني توصلت برسالة عبر البريد مكتوب في ظهرها الى أسرة نجيم عبد الإله …. فتحتها فوجدت بها أوراق الدعاية الانتخابية وشبه برنامج لحزب العدالة والتنمية ….وهنا راجعت بعض من تصوراتي وعدت بالشريط الى الوراء قبل 48 ساعة من يوم الاقتراع فوجدت أن أنظف حملة انتخابية كانت لحزب العدالة والتنمية ، لم تزعج المواطنين ، حملة بتنظيم وانتظام … ومشاركين في الدعاية من أعضاء مكاتب الفروع .. نساء ورجال وشباب ..وليس جمع “الشماكريا والشبيحة والعاطلين” . من يقومون بالحملة للعدالة والتنمية لا يتقاضون “القرفية او الوزرقة” لأنهم منخرطون بالحزب ويؤمنون به ، لا يلوثون الشارع بأوراق الدعاية التي ترمى عشوائيا ، ولا يطلقون شعارات مسيئة وملوثة بالسب والشتم لمنافسيهم …. كما أن أعضائهم مؤطرين طيلة السنة بمناهج وبرامج الحزب …. فتخيلت بل رأيت هذا الصباح منظف البلدية يكنس كل أوراق الدعاية الانتخابية من الشارع الذي أسكن فيه … ولم أجد بينهم أي ورقة لحزب المصباح … فقلت في نفسي لقد كنس الكناس كل الوساخة التي رميت في الشارع ولم يبقى إلا الأصلح .. ووجدت أن الاصلح هو حزب العدالة والتنمية فقط لماذا …. لأن المغرب قضى مع الحكومات ستون سنة جرب كل الأحزاب يسارية ويمينية وإدارية … وكانت النتائج مخيبة للآمال فعلا وحقا وحقيقة … وأن حزب العدالة والتنمية هو الوحيد الذي حقق للشعب خلال خمس سنوات ما لم يحققه أي حزب آخر خلال عشرات السنين ، وأن حزب العدالة المستهدف بالقذف من جل الأحزاب وأحيانا حتى الإعلام الذي منه من تم شراءه لتكون أقلامه رماح مأجورة تطعن بدون أن تعرف لماذا تطعن …كل هذه الحيثيات جعلتني أقول أن المؤمن مصاب وأن هذا الحزب يؤمن بمغرب نظيف غير ملوث ويسعى فعلا كما ذكر أمينه للقضاء على التماسيح والعفاريت ولقد سماهم كذالك لأنهم فعلا تماسيح مفترسة وشرسة راكدة في المياه المتسخة كالأشباح ، لكنها تنقض بسرعة على الفريسة ومثل العفاريت لا ترى هي كالأشباح لكنها تؤدي البشر بمختلف الطرق ….. لكل هذا أرى أن حزب المصباح حزب العدالة والتنمية يجب أن تعطاه فرصة لاستكمال ما بدأه من إصلاحات بمغربنا الحبيب الذي لولا جلالة الملك الحارس والحريص الأول على تقدمه لضاع في برك التماسيح ومغارات العفاريت …. نجيم عبد الإله