مبادرة ختان جماعي بالناظور تعكس روح التضامن بين الجالية المغربية في الخارج وأبناء الوطن

جريدة أرض بلادي -✍️ الإعلامية : ايت علي اكرام

احتضنت مدينة الناظور نهاية الأسبوع فعالية إنسانية مميزة، تمثلت في تنظيم المرحلة الأولى من حفل ختان جماعي استفاد منه أكثر من 35 طفلًا من الأسر ذات الدخل المحدود، في مبادرة إنسانية ترسّخ قيم التضامن والتكافل الاجتماعي بين الجالية المغربية المقيمة بالخارج وسكان الوطن.

 

وجاءت هذه المبادرة الإنسانية بمبادرة من جمعية خيرية قادمة من هولندا، تتألف من أفراد الجالية المغربية هناك، وتقودها الأستاذة زينب ميموني، التي تُعرف بمجهوداتها المتواصلة في مجال العمل الاجتماعي والتربوي بأوروبا.

نُظم هذا النشاط بشراكة فعالة مع مؤسسة محلية تعنى بالتنمية الاجتماعية، حيث فتحت أبوابها وعبّأت طاقمها الإداري واللوجستي لضمان نجاح الحدث، وسط أجواء يطبعها التعاون والتآزر.

 

وشهد الحفل حضور عدد من رجال الأعمال الهولنديين الذين تربطهم علاقة دعم مستمرة بهذه الجمعية، وقد أعربوا عن اعتزازهم بالمشاركة في هذا العمل الخيري الذي يعكس عمق ارتباطهم بوطنهم الأم، ومواصلتهم دعم المشاريع الاجتماعية داخل المغرب وخارجه.

ويُنتظر تنظيم الشطر الثاني من هذه المبادرة في مرحلة لاحقة، بتنسيق مشترك بين الجمعية والفاعلين المحليين، من ضمنهم شخصيات من أبناء الجالية المعروفة بدعمها المتواصل للأعمال الخيرية.

 

في ختام هذا العمل الإنساني، عبّرت الأستاذة زينب عن شكرها وامتنانها لكل من ساهم في إنجاح المبادرة، مؤكدة عزم الجمعية على مواصلة دعم الأطفال والأسر المعوزة. كما خصّت بالشكر رجال الأعمال المشاركين، نظير التزامهم وسخائهم المتواصل.

وقد وجّهت رئيسة الجمعية تحية تقدير للأخوين عبد القادر والعربي سلامة على الدعم اللوجستي والاستقبال الذي سهّل تنفيذ المبادرة، كما أثنت على دعم أحد أبرز الشخصيات المغربية في هولندا، وهو عمدة سابق لإحدى المدن الكبرى، والذي واصل مؤازرته لمشاريع الجمعية.

 

ولم تغفل الأستاذة زينب التنويه بالدور المحوري الذي لعبه الطاقم الطبي والإداري للمستشفى المحلي في إنجاح عملية الختان، مشيدة بتعاونهم المهني والإنساني.

 

وشملت عبارات الامتنان أيضًا شركات طيران وأمن خاصة بهولندا، وعيادات صحية ساهمت في المبادرة، وذلك تقديرًا لدعمها المستمر للعمل الخيري والاجتماعي، مؤكدة أن كل لبنة في هذا المشروع تعكس روحًا جماعية مسؤولة تجاه الفئات الهشة.

وتُعتبر الأستاذة زينب ميموني واحدة من الوجوه البارزة في العمل الاجتماعي بهولندا، إذ استطاعت أن تبصم على مسار ناجح يجمع بين العطاء التربوي والانخراط المدني. فهي تشتغل أستاذة للغة الهولندية في مؤسسات تعليمية رسمية وخاصة، وتعمل على تأطير اللاجئين من مختلف الجنسيات، ضمن مشاريع إدماجية في مدينة روتردام.

 

كما تشغل مهامًا استشارية داخل مجلس بلدي محلي، وتدرّس اللغة العربية والقاعدة النورانية لأبناء الجالية، وتدير ناديًا اجتماعيًا يهتم بقضايا المغتربين، إلى جانب تنظيمها لأنشطة ثقافية وترفيهية تعزز من تماسك الأسر المغربية بالخارج.

هذا الامتزاج بين العمل الجمعوي والتربوي والإنساني، يكرّس صورة مشرقة للمرأة المغربية المهاجرة، التي لم تنسَ جذورها وتواصل مدّ جسور العطاء بين المهجر والوطن.