بقلم : عبد اللطيف بوهلال
من علامات الساعة أن تشرق الشمس من مغربها … و قد اشرقت يوما بالأمس … من كان يظن أنها مجرد كرة قدم فهو مخطئ ، حوالي 22 قمة عربية عبر التاريخ لم تستطع لم شمل العرب ، عشرات القمم الإسلامية عبر التاريخ لم تستطع لم شمل المسلمين ، ما حدث بالأمس القريب أبعد من كرة ترميها الرؤوس و الأقدام ، بل كان يوما لفسخ العقد مع المستحيل ، مع الانهزام ، مع الاستسلام ، و حينما ترى كيف نسي الايرانيون مشاكلهم و قفزوا فرحا مع المغاربة ستحس كيف نسوا انهم شيعة و نحن سنة ، كيف تجاوز الجزائريون حقد قادتهم و صرخوا ديما مغرب ، كيف نسي اللاجئون السوريون البرد و الصقيع و رقصوا فرحا و سعادة ، و كيف تحدى سكان غزة كل مشاكلهم و حصارهم وهم يقفزون جنونا أمام الشاشات … في اليمن … في الأردن … في مصر … في الهند … في باكستان … كل الشعوب المستضعفة لم تراها كرة فقط ، بل ربما بداية نفض الرماد عن اجنحة طيور الفينيق. !!!
الشمس اشرقت من مغربها … و على العرب و المسلمين ان يعتبروها قرب نهاية العالم ، ليس بمعنى نهاية الحياة ، نهاية عالم كنا نظننا فيه مجرد أرقام ، مجرد عبيد لأسياد ، مجرد مستعمرات ، مجرد تابعين بإحسان … فكما فاز المغاربة على بلجيكا و اسبانيا و البرتغال ، قادرون على الفوز على الجهل و الخرافة و التخلف و الخوف … قادرون على قيادة الأمم و بلوغ نهائيات الحضارات ، فقط لو تعلمون ، لو تعلمون ماذا فعل وليد الركراكي و أسوده بطموحنا ، بعزيمتنا و بآمالنا … لتكن إذن نهاية عالم الكسل و الخمول و لترنو عيوننا نحو أبعد نقطة في الأفق البعيد … البعيد عن المستحيل في مباراة لازم أن تلعب اضافية.