محاضرة علمية بعنوان ” تعزيز طرق البحث الجغرافي و رؤى الاندماج في المشروع التنموي الجديد” بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك

جريدة أرض بلادي – مجيد انهايري –

احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية يوم الأربعاء 15 فبراير صبيحة علمية، من خلال إلقاء محاضرة بعنوان “تعزيز طرق البحث الجغرافي ورؤى الاندماج في المشروع التنموي الجديد”، قدمها الوزير السابق: الأستاذ الحسن عبيابة، بتنظيم من شعبة الجغرافيا ومختبر التغيرات البيئية وإعداد التراب وماستر تدبير الأخطار وحكامة الموارد المائية ومنتدى جيو أطلس ومركزابن بطوطة للدراسات والأبحاث. بقاعة المحاضرات عبد الواحد خيري التي امتلأت عن آخرها بحضور جل أساتذة شعبة الجغرافيا، وطلبة الإجازة والماستر والدكتوراه من الكلية ومن خارجها. وقد تناول فيها الأستاذ مجموعة من النقط التي تهم تعزيز طرق البحث الجغرافي، و تخول الولوج في المشروع التنموي الجديد لمواكبة التطورات التي تعرفها المملكة المغربية، والنهوض بتنميتها، وتسريع وتيرتها من خلال النهوض بمجال التعليم، إذ إن هواجس تحسين جودته، تتطلب الانفتاح على توجيهات التقارير العالمية ومدى استجاباتها لحاجياتنا الخاصة، وقد تطرق السيد عبيابة أمام الحضور الكريم إلى المحطات الإصلاحية التي عرفتها المنظومة التعليمية؛ بدءا من الميثاق الوطني للتربية والتعليم مروا بالمخطط الاستعجالي, مذكرا بالرؤية الاستراتيجية والقانون الإطار, وصولا الى المستجدات التي تقوم بها الوزارة حاليا في إصلاح التعليم العالي وتجويد العرض التربوي بالتعليم الجامعي الذي يهم طلبة سلك الدكتوراه، حيث ربط المحاضرتقدم الدولة بما تنتجه الدولة من أبحاث ودراسات ذات جودة عالية وموجهة نحو أهداف محددة ، وتجيب عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسياسية للدولة وتعزز فرص التنمية، وتجنب الأبحاث المحايدة التي لا تقدم حلولا لمشاكل البلاد. وفي هذا الصدد، فتكوين الدكتوراه الجديد يفرض على الباحث في هذا السلك انجاز بحث جغرافي مؤطر زمنيا مع تكوين مواز يحسن قدرات ومهارات الطالب.

وقال الأستاذ عبيابة أن النموذج التنموي الجديد، بذل فيه مجهود كبير، حيث قام بجرد وتشخيص واقع حال مختلف مناطق المملكة بعد نقاش طويل، شارك فيه الجميع، ويعتبر مرجعية نحو التحول المقبل، ويضم محاور استراتيجية متداخلة بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والترابية والثقافية والبيئية، كما أن الباحث الجغرافي بحكم تكوينه، بين مثلث الجغرافية الطبيعية والبشرية والاقتصادية، سيجد نفسه أمام فرصة كبيرة ليقدم خبراته في المشروع التنموي الجديد خاصة في المحاور ذات الطابع الاقتصادي والبشري والبيئي والترابي، ويمكنه الإسهام والمشاركة في مختلف المشاريع التنموية وتسريع الجهوية المتقدمة بالبلاد، وفي هذا الصدد، ذكر السيد عبيابة، أنه يجب إعادة النظر في التقسيم الترابي للجماعات المحلية بالمغرب، حيث خضع التقيم الترابي لمعايير إدارية وسياسية بحثة ، مما ترتب عنه وجود أكثر 50% من الجماعات فقيرة وليس لها موارد مالية كافية، والآن يجب أن يخضع التقسيم الترابي إلى معايير تنموية وليس إدارية، وهنا يتجلى دور الباحث الجغرافي لكون أن الجهة هو أول من تناولها وأنها جزء لا يتجزأ من المجال وأحد أوجه تنظيم المجال، فالخبرات والمهارات المكتسبة تمكن الجغرافي من إعداد مشاريع تخلق التوازن الاقتصادي، وتحقق العدالة المجالية وتخفف من الفوارق الاجتماعية، ودعا الأستاذ الجامعي، الجغارفة إلى الانفتاح على المدارس الجيوسياسية، لأنها تساهم في تنوير صنع القرار الاستراتيجي، وإجراء دراسات حول القضايا التي ادعم وحدة التراب الوطني.