جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-
استطاعت كفاءات مغربية شابة أن تُدرج اسم المغرب ضمن البلدان التي صنعت ماركة مسجلة باسمها، في مجال الطائرات بدون طيار، بعدما تمكنوا من صناعة أول “درون” مغربية 100 في 100.
وأكد المخترع سفيان أماكي، في هذا الحوار مع SNRTnews، أن هناك رهانا على صناعة 1000 “درون” مغربية في أقل من أربع سنوات من الآن، بعد التمكن من صناعة أول “درون” لها مميزات خاصة وقدرة على القيام بعدة مهام، مدنية وعسكرية.
أماكي، ابن سيدي المختار بشيشاوة، خريج جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، كان قد أسس شركة “أيرودرايف لخدمات الهندسة” لكي تتم هذه الصناعة، وبعد عمل متواصل مع بعض خريجي الجامعة، وأيضا بعض خريجي جامعتي القاضي عياض بمراكش والحسن الثاني بالدار البيضاء، تم الكشف عن الطائرة VTOL ISR في معرض “لوبورجي لصناعة الطيران ببارس”.
درون مغربية
الفريق الذي أشرف على صناعة وتطوير الدرون المغربية
كيف أتت فكرة صناعة أول درون مغربية وما المراحل التي قطعتموها؟
الفكرة جاءت من الشغف بمجال الطيران أمام المقومات التي توفرها لنا الجامعة المتعددة التخصصات محمد السادس بابن جرير، إذ يمكنها أن تواكب كل طالب لديه فكرة معينة لتطويرها.
كنت مؤسس نادي الروبوتيك بالجامعة i-tec واشتغلنا على مشاريع عديدة لها علاقة بالطائرات بدون طيار، وطوّرنا هذه المشاريع التي حظيت باهتمام مؤسسات زارت الجامعة.
لذلك مررنا إلى مرحلة تأسيس شركة لتقديم جميع الخدمات التي تُستعمل فيها الطائرات بدون طيار. بعد مرور مدة أجمعنا على أنه لا يمكننا شراء هذه الدرونات من الخارج، بل يتوجب علينا صناعتها محليا.
كان أول من ساعدنا هو جامعتنا، ومن أجل تطوير المشروع لجأنا إلى التمويل الخاص عن طريق مستثمرين مغاربة اهتموا بهذا المشروع. خلال الاشتغال، عوّلنا على خريجي جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، وأيضا بعض خريجي جامعة القاضي عياض بمراكش، وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
ما مميزات هذه “الدرون”؟
من مميزاتها أنها يمكن أن تحلق 12 ساعة متواصلة، وأن تقلع وتنزل بصفة عمودية، وهو ما يتيح لها أن تقف في أي موضع. كما أنها قادرة على حمل كاميرات يمكن استعمالها في مهام مدنية وعسكرية، لأن حمولتها تصل إلى 5 كلغ.
ما قيمتها؟
لا يمكن تحديدها الآن لأننا في طور إنشاء وحدة إنتاج، ونعول على أن ننطلق في الإنتاج ابتداء من بداية السنة المقبلة وحينها سنعلن عن ثمن بيعها في السوق المغربية والدولية.
أين يمكن استعمالها؟
يمكن الاستفادة من هذه الطائرة في عدة مجالات؛ إذ يمكن تزويدها بكاميرات لتحديد احتياجات المجالات الزراعية مثلا (رصد وجود حشرات في منطقة، رصد الخصاص في الأسمدة، إلخ). كما يمكنها، وهذا توجه المملكة، تقليص انبعاثات الكاربون، وأيضا من خلالها يمكن تحديد المجالات التي يمكن سقيها والمجالات التي لا تحتاج ذلك، وهو ما سيساهم في اقتصاد الماء…
كمثال على منافعها العديدة، اشتغلنا مع المكتب الوطني للسكك الحديدية في قنطرة “واحد الحاشف”، التي يمر منها القطار الفائق السرعة، بين أصيلة وطنجة، والتي يبلغ طولها 3,5 كلم. لقد كان يتم توقيف حركة مرور القطارات لإخضاعها للمعاينة ولاختبار قدرتها وسلامتها وهل بها تشققات، وتتم العملية عبر ماكينة تشتغل 100 متر في اليوم، ما يعني أنها تستغرق 35 يوما للانتهاء من عملية المراقبة والاختبار، أي كم ستكلف هذه العملية المكتب في رقم معاملاته؟ لذلك اتفقنا معه على التدخل وإجراء العملية عن طريق هذه الـ”الدرون”، وقد استغرق الأمر يوما ونصف اليوم، ولم يتم منع القطار من المرور، وتم جمع كل المعلومات عن القنطرة، باستعمال تقنية ثلاثية الأبعاد تسمح بأرشفة المعلومات وحالة القنطرة لدى المكتب.
ما رهاناتكم؟
في العام الأول، سنُصنع 100 نظام خاص، كل نظام يُشغل ثلاثة أنواع من “الدرون” عن طريق مركز تحكم متنقل؛ أي 300 طائرة في العام الأول، و600 في العام الثاني، ونأمل الوصول إلى 1000 طائرة في أفق ثلاث إلى أربع سنوات تقريبا.
لقد كان هناك انطباع كبير بعد مشاركتنا بمعرض باريس مؤخرا، وانبهرت البعثات الدولية بوجود هذه التكنولوجيا في بلد عربي، وهو ما سيحفزنا على مزيد من الابتكار.