جريدة أرض بلادي – شيماء العوضي –
يشهد المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي ببلادنا حضور أسماء وشخصيات تتبوأ مناصب لا تنسجم إطلاقًا مع مستواها التعليمي ولا مع كفاءتها الحقيقية. ورغم ذلك، يتباهى بعضهم ببطائق وصفات رسمية تعرّفهم بألقاب ومسؤوليات يجهل الرأي العام أحيانًا من أين حصلوا عليها.
المثير للانتباه أنّ هذه “البطائق” أصبحت في بعض الحالات أداة للتباهي أكثر مما هي وسيلة لخدمة المصلحة العامة. إذ نجد أشخاصًا بلا رصيد معرفي أو تكوين أكاديمي يذكر، يحتلون مواقع حساسة، فيما الكفاءات الحقيقية تُركن جانبًا، وهو ما يثير أسئلة مشروعة حول معايير التعيين والاختيار.
ويرى متتبعون أنّ المشكل لا يكمن فقط في ضعف التكوين أو انعدام الكفاءة، بل في الانعكاسات الخطيرة على المجتمع، حيث يؤدي غياب الكفاءة إلى ارتباك في التدبير، وضياع للفرص، وتراجع في مستوى الثقة الشعبية في المؤسسات.
ويُجمع العديد من المواطنين على أن البطائق الرسمية أو الألقاب لا يمكن أن تعكس قيمة الإنسان ولا تبرر تواجده في موقع القرار، بقدر ما يُثبت ذلك رصيده العلمي والمهني وتجربته العملية. فالمسؤولية، في نظرهم، تكليف وليست وسيلة للزهو والمباهاة.