معاناة سكان حي قرية الشمس في أسفي: ثلاثون عامًا من التهميش وغياب الصرف الصحي

جريدة أرض بلادي – هيئة التحرير –

 

 

لا تزال مشكلة الصرف الصحي في حي قرية الشمس في أسفي تلقي بظلالها الثقيلة على حياة السكان، وسط تجاهل السلطات المحلية وغياب حلول حقيقية تنهي معاناة استمرت لأكثر من ثلاثين عامًا. فقد انعكست هذه الأزمة على جميع جوانب الحياة اليومية، مما جعل من الحي بيئة غير صحية تشكل خطرًا حقيقيًا على صحة الأهالي، خاصة الأطفال.

يتحدث سكان الحي عن ظروف معيشية صعبة يتقاسمونها مع بعضهم البعض في ظل غياب شبكات الصرف الصحي. فالأمر لا يقتصر على الروائح الكريهة والمياه الراكدة التي تملأ الأزقة، بل يتعدى ذلك إلى التأثير المباشر على الصحة العامة، حيث تزداد حالات الإصابة بالأمراض الجلدية والتنفسية بشكل لافت.

 

الجمعية المحلية للتنمية والبيئة لم تقف مكتوفة الأيدي، حيث بادرت بتقديم مجموعة من الشكايات والمراسلات للسلطات المختصة منذ عام 2019، لكن دون جدوى. ومع كل شتاء جديد، تتفاقم المشاكل، حيث تصبح السيول والأمطار محركًا لنشر الملوثات في الحي، مما يزيد من خطورة الوضع على صحة السكان.

صمت السلطات وتجاهل المطالب

رغم المحاولات المتكررة من الجمعية وسكان الحي للتواصل مع الجهات المعنية، بما في ذلك مراسلات عديدة لرئيس الجماعة الحضرية في أسفي وعامل الإقليم، لم تحظَ القضية بأي اهتمام يُذكر. فقد تم توجيه رسائل تتضمن تفاصيل دقيقة عن حجم المعاناة وعن الأخطار البيئية والصحية المحدقة، إلا أن الصمت كان هو الرد الوحيد.

وقد أرفقت الجمعية في آخر مراسلاتها لائحة بأسماء المتضررين ومذكرة توضح معاناتهم اليومية، أملاً في أن تحرك ساكنًا لدى الجهات المختصة.

ضرورة التدخل العاجل

إن الوضع القائم في حي **الوادي الحار** لم يعد يحتمل المزيد من التأخير أو التهميش. فالحديث عن تنمية مستدامة لا يمكن أن يكون له معنى في ظل استمرار هذه الأزمة. لذا، فإن تدخل السلطات المحلية بات أمرًا حتميًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتوفير بنية تحتية تليق بحياة كريمة لسكان الحي.

 

تظل آمال سكان حي قرية الشمس معلقة على تدخل سريع وجاد من المسؤولين لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية، وتفعيل القرارات والاتفاقات التي لم ترَ النور بعد. فهل يستجيب المسؤولون لنداء هؤلاء المواطنين الذين يعانون بصمت؟ أم سيبقى الوضع على ما هو عليه؟