تفعيلا لمبادئ الرؤية الإستراتيجية للإصلاح التربوي، وتنزيلا للمشروع المندمج رقم 09 الرامي إلى الارتقاء بالعمل التربوي داخل المؤسسات التعليمية، واستعدادا لاجتياز الامتحانات الإشهادية بالإقليم، نظمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحت العلمي بعمالة مقاطعة عين الشق لقاء دراسيا بعنوان “الغش بين الاضطرابات السلوكية والمخالفات الشرعية والقانونية” وذلك يوم الأربعاء 03 ماي 2017 بالثانوية التأهيلية عبد الكريم الخطابي.
اللقاء الهام الذي أعطى انطلاقته السيد امحمادين اسماعيلي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدار البيضاء – سطات إلى جانب السيدة بشرى أعرف المديرة الإقليمية للوزارة بعمالة مقاطعة عين الشق، يعتبر بمثابة انطلاقة رسمية للحملة الجهوية التحسيسية لمناهضة الغش في الوسط المدرسي تحت شعار “نجحو بلاما نغشو”.
وقد عرفت التظاهرة حضور أساتذة وأخصائيين الذين أطروا اللقاء وناقشو الإشكالية من كافة الجوانب التربوية والاجتماعية والنفسية والقانونية والشرعية لوضع حلول ومقاربات لمواجهتها والحد منها، وحضرها كل من ممثل عن عمالة مقاطعة عين الشق، وممثلة مندوبية وزارة الصحة، بالإضافة إلى رؤساء المصالح بالمديرية، وممثلين عن رئيسات ورؤساء المؤسسات التعليمية، وممثلين عن جمعية تنمية التعاون المدرسي، والتضامن الجامعي والجمعية المغربية لمديرات ومديري المؤسسات التعليمية الابتدائية، ومنسقات ومنسقي الأندية التربوية، وفعاليات المجتمع المدني ذات الصلة بالموضوع، وممثل فيدرالية جمعيات أمهات وآباء وأولياء أمور التلاميذ، وممثلين عن التلميذات والتلاميذ ووسائل الإعلام المرئية والورقية والإلكترونية.
في كلمة افتتاحية، وبعد الترحيب بالحضور، ذكرت المديرة الإقليمية بالسياق العام للقاء الذي يندرج في إطار تفعيل المشروع المندمج رقم 09 في شقه المتعلق بتعزيز قيم المواطنة والديمقراطية ومكافحة الممارسات غير الصحية التي تسيء للمنظومة التربوية، ويشكل فرصة لخلق تعبئة مجتمعية لمناهضة الغش لتوفير المناخ التربوي الملائم لاجتياز الامتحانات الإشهادية بشكل يضمن مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع المتعلمات والمتعلمين، وكذا تحسيسهم بأهمية الالتزام بالضوابط التربوية لاجتياز الامتحانات بعيدا عن كل الممارسات التي من شانها ان تعرضهم الى العقوبات التأديبية والزجرية التي تنص عليها المساطر والقوانين التشريعية والتنظيمية وتحديدا القانون رقم 02.13 (25 غشت 2016) المتعلق بزجر الغش في الامتحانات المدرسية والذي حدد أنواع الغش في الامتحانات والمباريات العمومية والعقوبات المقابلة لكل نوع منها، كما قدمت معطيات إحصائية حول حالات الغش بالمستويين أولى والثانية بكالوريا على الصعيدين الإقليمي والجهوي، واستعرضت حصيلة الحملة التحسيسية الإقليمية لسنة 2016 لتختم بتسطير برنامج عمل لسنة 2017 يتضمن تنظيم لقاءات تواصلية تأطيرية وأنشطة تربوية وثقافية وفنية ورياضية تهدف الى تنبيه تلامذة السلكين الثانوي الإعدادي والتأهيلي لخطورة ممارسة الغش على مسارهم الدراسي، بإشراك كافة مكونات المؤسسة والجمعيات الشريكة للمديرية والمصالح الخارجية.
مباشرة بعد ذلك ركز السيد مصطفى بختار رئيس المركز الإقليمي للامتحانات بالمديرية الإقليمية على التعريف بمفهوم الغش، لينتقل بعد ذلك إلى رصد انماط وأشكال الغش المرصودة خلال فترة الامتحانات الإشهادية للموسم الدراسي 2015-2016، لينهي تدخله بالتطرق للأحكام القانونية السارية المفعول.
و قدم عالم اجتماع الدكتور محمد بيجخان مداخلة حول الغش وتأثيره على الحياة الاجتماعية للتلاميذ، وقد تمت معالجة هذا الموضوع بالتطرق إلى الطفل ككيان سيكولوجي واجتماعي ينبغي أخذه كمشروع للحياة باعتماد حسن التدبير في التعامل مع سلوكاته لتخلق كيانا اجتماعيا ايجابيا.
من جهته قدم السيد عبد الله الزكاني عضو منتدى المواطنة ومنسق برنامج التعبئة المجتمعية بشراكة مع وزارة التربية الوطنية عرضا كانت خطوطه العريضة هو الانطلاق من ثلاث شعارات أسهب في شرحها بمقاربة متميزة ربط فيها بين التخليق والنزاهة.
كما أشار السيد المهدي العلوي لمراني اخصائي نفسي ومعالج أسري إلى خطورة الغش من الناحية السيكولوجية واعتبر الغش سرقة وخيانة للأمانة تم انتقل إلى تحليل البنية النفسية للغاش ومواصفاته مذكرا بالأسباب التي تدفع المتعلم إلى ذلك، مصنفا تلك الأسباب إلى أسباب ذاتية وأخرى مرتبطة بالمحيط والوسط الاجتماعي ليختتم مداخلته باقتراحات اجرائية لتجنب السقوط في هذه الآفة
لتختتم العروض بتدخل السيد محمد الخرشافي أستاذ جامعي وممثل مندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي ذكر بخطورة الغش واعتبرها صفة دميمة أخلاقيا ومرفوضة دينيا وقد دعم الأستاذ تحليله بمرجعيات مستمدة من ديننا الحنيف من خلال الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية الكريمة مؤكدا على أنها تصب كلها في اتجاه تحريم الغش.
مباشرة بعد ذلك فتح باب النقاش الذي طرح من خلاله الحضور مجموعة من التساؤلات تمت الإجابة عنها، بعده تم تقديم شواهد تقديرية لمؤطري اللقاء ولمكونات المؤسسة المحتضنة للنشاط، ليختتم بتقديم عرض مسرحي هادف شخصه تلامذة المؤسسة وبتقديم حفل شاي على شرف الحاضرين.