مقاضاة “وكّالين رمضان” تخرج نشطاء مغاربة إلى الاحتجاج بالشارع

___Anti_Ar222CP_I1_158209968

لازال عدد من المغاربة، رغم قلتهم، مُنخرطين في حملة الإفطار العلني في رمضان، عبر بث صور تبين تناولهم وجبات غذائية على مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقة بعبارات تعلن أنهم “مغاربة” لكن “غير مسلمين”، ويطالبون عبرها بإلغاء الفصل 222 من القانون الجنائي المجرم لكل من جاهر بالإفطار في نهار رمضان في الأماكن العمومية، في وقت يستعد عدد منهم لتنظيم وقفة احتجاجية تضامنا مع المتابعين على ذمة هذا الفصل.

وأعلنت فعاليات مدنية وشبابية، في بلاغ توصلت إليه هسبريس، تنظيم وقفة احتجاجية بهدف “التنديد بالمحاكمات الأخيرة المتعلقة بالإفطار العلني في رمضـان”، و”المطالبة بإلغاء الفصل 222 من القانون الجنائي”، السبت القادم أمام مقر البرلمان بالرباط؛ فيما يصف عدد منهم القانون المذكور بـ”المهزلة”، معتبرين المادة 222 “وغيرها من المواد المجرمة للحريات الفردية، لم يعد لها أي معنى في مغرب اليوم والمستقبل”، حسب تعبيرهم.

وحسب مصادر حقوقية فقد اعتقلت السلطات في مدينة زاكورة شابين يشتغلان في سوق للخضار، إثر إبلاغ للشرطة همّ المجاهرة بالإفطار نهار رمضان، على أنها شربا الماء وتناولا الطعام في السوق، فحوكما بالسجن شهرين مع وقف التنفيذ وغرامة مالية قدرها 500 درهم، وهي المحاكمة التي لاقت تنديدا حقوقيا، خاصة أن المتابعَين كشفا أن سبب إفطارهما يعود إلى ارتفاع درجة الحرارة في المدينة، التي وصلت إلى 45 درجة مئوية في تلك الفترة.

وتشير إحدى أبرز الصفحات الناشطة في هذا السياق، وهي صفحة “أقليات”، إلى أنّ المادة 222 “أصبحت مهزلة ولا مبرر لبقائها ضمن التشريع الجنائي الجديد”، حسب تعبيرها، مضيفة في “تدوينة” رئيسية لها: “أعطاب الأمس حان الوقت لتصلحيها اليوم. نتطلع إلى مغرب الكرامة، مغرب الحريات، مغرب يحتوي جميع أبنائه وبناته..مشروع القانون الجنائي الجديد سوف يمر لا محالة إذا لم نحرك ساكن لمواجهته..هذا القانون يتضمن مواد رجعية لم تعد صالح لهذا العصر، لم تعد صالحة للدولة الحديثة”.

وبالموازاة مع ذلك، يستمر عدد من المغاربة في نشر صور لهم، مع إخفاء هوياتهم وأوجههم، على مواقع التواصل الاجتماعي، تضم عبارات تعلن رفضهم صيام شهر رمضان، مرفقة بوجبات غذائية، وبهاشتاغ الحملة: “‫#‏222_ برا” و”‫#‏مغاربة_ماشي_مسلمين”، مثلما نشرت ‬مواطنة من مدينة الناظور قائلة: “مغربية ومابقيتش مسلمة.. من حقي نعيش.. 222 برا”، وأخرى من الرباط كتبت: “مغربية ولست مسلمة.. عاش الشعب”.

واستعان النشطاء ذاتهم بالحملة التي أطلقت السنة الماضية تحت وسم “كلنا “222 برا”.. قوانينكم مهزلة”، والدعوة إلى الاستمرار في التوقيع على عريضة تطالب بإلغاء تجريم الإفطار العلني في رمضان في الأماكن العمومية، بلغ عدد الموقعين إلى حدود الساعة 547 موقعا من أصل 750، وهي العريضة التي تطالب بـ”مدنية الدولة، التي في ظلها سيتحقق الاحترام التام لمعتقدات وأديان المواطنات و المواطنين”، و”إزالة الفصل 222 من مسودة القانون الجنائي الجديد، وكل الفصول التي لا تحترم الحرية الفردية”.

وتشدد العريضة على ضرورة “ملاءمة كل التشريعات الوطنية مع ما صادق عليه المغرب من اتفاقيات ومعاهدات تحمي الحرية الفردية للأشخاص، التي تأتي في المرتبة الأولى عن أي تشريع وطني”، مع ضرورة “التوقف الفوري عن ملاحقة واعتقال الأشخاص في رمضان بتهمة الإفطار العلني”، في وقت يرفض النشطاء ذاتهم ما يسمونه “فرض الدولة للإسلام كدين رسمي على المغاربة”، وهو ما يرونه مسوغا “كي يضطهد المجتمع “المتدين” الآخر “المفطر” في نهار رمضان.. وقد يكون ذلك بكل أنواع الضرب والجرح والإيذاء العمدي”، حسب تعبيرهم.