ملحم بركات يعود بجمهور النهضة لأيام الزمن الجميل لكنه ينهي الحفل فجأة

جريدة أرض بلادي_المغرب_
في ليلة ليست كالليالي، امتزج فيها الحزن بالفرح بالطرب، ليلة سافر فيها جمهور منصة النهضة في رحلة عبر الزمن الجميل. رحلة مع اسطورة الطرب العربي.. مع الفنان ملحم بركات.

هذا الفنان المشاكس المتقلب المزاج، استطاع أن يبحر بنا لأكثر من ساعة في بحر من السنابل المتمايلة في ليلة ربيعية شاعرية باردة ورائعة.

ليلة غنى فيها بركات أغاني “كذاب لي بحبو كذاب”، “مرتي حلوة”، على بابي واقف قمرين”… أغاني جعلت الجمهور يتمايل ويتفاعل ويصرخ من شدة الطرب والسلطنة.

فحينما غنّى أغنية على “بابي واقف قمرين”، تفاعل الجمهور وظل يردد مقطع “أوواوواو” مع الفنان المتسلطن الذي برع في ترديد المقطع بكل طربية وشاعرية وروعة الأداء مع الحضور القوي.

هذه الحالة لم تدم طويلا فسرعان ما قطعها صوت أتى من هناك ليقول “تصبحون على خير”، علا الصراخ، وعلت المناجاة بأن يظل الفنان ويكمل ما بدأه مع جمهوره، يكمل رحلة السفر عبر الشعر والطرب والمتعة.

عاد الفنان الذي كان يمازح وأكمل الأغنية وبعدها أغنيتين ثم جاء الصوت ثانية ليعلن “تصبحون على خير”…هل ذهب فعلا أم أنه يمازح من جديد؟

ظل الجمهور واقفا لأكثر من عشر دقائق، ولسان حالهم: “هكذا هي دائما الأشياء الحلوة الجميلة الممتعة تتنتهي بسرعة وعمرها قصير”.. رحل دون عودة، أو أن يقاطع صوته صمت المكان وهجره بعد أن كان المكان مليئا بالطرب والحب والعشق لفن طربي على حافة الانقراض.

السبب في ذلك، هو أن الفنان لم يكن مزاجه كما ينبغي، فقد أصيب صديقه ورفيق دربه بجلطة دماغية وهم بالطائرة في طريقهم إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، لإحياء حفلة موازين.

حالة ملحم بركات النفسية لم تكن على ما يرام، فبسبب حالة صديقه الغى ندوة صحافية كانت مقررة بدار الفنون بالرباط قبيل الحفلة، وبسبب حالة صديقه أيضا ألغى ملحم كل مقابلاته الصحافية المقررة، لأنه بالنسبة لفنان من الزمن الجميل، لا يمكن أن يدلي بأي شيء، أو أن يتحدث عن أي شيء وباله مشغول على الحالة الصحية لصديقه سمير سبليني العازف بفرقته.

 

هكذا إذن مرت الليلة كحلم جميل ممتع توقف فجأة. غنى فيها بركات بكثير من الحب وبكثير من الطرب والفرح أيضا، غنى فيها بأحاسيس ومشاعر عالية بلغت عنان السماء في ليلة ربيعية صافية ورائعة.