منصة مبتكرة للتبليغ عن المشاكل المحلية لمدينة الدار االبيضاء

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

أطلق المعهد الوطني للابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، اليوم الجمعة 18 غشت 2023، منصة “مبتكرة” مصممة لتسهيل تفاعل المواطنين مع القضايا المحلية لمدينة الدار البيضاء.

وتتيح منصة www.islah.city للمواطنين، وفق ما أكده عبد اللطيف بلمقدم، رئيس المعهد الوطني للابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، إمكانية الإبلاغ عن مختلف الأعطاب ومعالجتها داخل مدينة الدار البيضاء، مما يعزز الشعور بالمشاركة المجتمعية والتعاون من أجل تحسين الحياة داخل المدينة.

 

خوارزميات الذكاء الاصطناعي

 

وأوضح بلمقدم، في تصريح لـSNRTnews، أن المنصة تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي في تحليل نص تقارير المشاكل المقدمة من المواطنين وتصنيفها، بالإضافة إلى التعرف على الصور المستندة التي تم تحميلها بواسطة المستخدمين كجزء من تقارير المشاكل المحلية الخاصة بهم.

 

كما تتميز هذه المنصة وفق مصمميها بواجهتها السهلة الاستخدام وتوفرها على أربع لغات (العربية، الإنجليزية، الفرنسية والأمازيغية في طور التجريب)، والتي تتيح للمواطنين الإبلاغ بسهولة عن المشاكل المحلية بطريقة مبسطة من قبيل “الصيانة العمومية، والخدمات البيئية، والإنارة والطرق وغيرها”، كما تُمكن المواطنين والمواطنات من التأكد من أن الجهات المختصة قد توصلت برسائلهم وتتيح إمكانية التفاعل معها.

 

ويشرح بلمقدم ذلك بالقول : “بمجرد أن يُبلغ المواطن بعطب ما مع وضع صورته وتحديد موقعه في المنصة، تصله رسالة عبر بريده الإلكتروني لتأكيد الإبلاغ، ومباشرة بعد ذلك تتوصل المقاطعة المعنية بإشعار في الموضوع، وفي حال تجاوبها مع تقرير المواطن وإصلاح العطب، يمكن للمقاطعة وضع صورة جديدة للإصلاح في المنصة عبر الإمكانيات المتاحة لديها، ليتوصل بعد ذلك للمواطن برسالة في بريده الإلكتروني تخبره بأن العطب تم إصلاحه”.

 

وقد مرت المنصة قبل الإعلان عن إطلاقها من مرحلة تجريبية أولية، بحيث تم تعزيزها بخوارزميات تمكن من تحليل شعور تعليقات المستخدمين أو التعليقات المتعلقة بالمشاكل المبلغ عنها، وتقديم رؤى حول رضى الجمهور أو المخاوف بشأن التعامل معها.

 

كما يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي إعطاء الأولوية لحل المشاكل استنادا إلى عوامل مثل الخطورة والموقع والتأثير على المجتمع، بحيث يمكن للمنصة أن ترسل مستقبلا تقارير للمقاطعات، تحذر فيها من وقوع كارثة أو خطر ما، في حال على سبيل المثال تم تسجيل تساقطات مطرية كثيرة في المنطقة المعنية بالضرر، مما يتيح إمكانية الصيانة الاستباقية وتقليل المشاكل المستقبلية، بالأخص على مستوى البنية التحتية.

 

تجاوب المقاطعات

 

وحول مدى تجاوب المقاطعات مع هذه المبادرة، أكد رئيس المعهد أن اللقاءات مع رؤساء مقاطعات الدار البيضاء انطلقت منذ 3 أشهر، بحيث تم لحدود الآن إجراء 6 لقاءات؛ أي مع نصف المقاطعات الموجودة بالمدينة، مشيرا إلى أنه سيتم توقيع اتفاقيات مع هذه المقاطعات لتتمكن من الولوج الإداري للمنصة والتفاعل مع شكايات المواطنين.

 

وأكد المتحدث ذاته أن المبادرة لقيت استحسان عدد من المقاطعات التي رحبت بالفكرة، “إلا أن توقيع الاتفاقيات يتطلب مسطرة إدارية والمصادقة عليها عند انطلاق أول دورة والمرتقبة في شهر أكتوبر المقبل”.

 

يشار إلى أن هذه المبادرة التي أشرف عليها فريق شاب من المهندسين المعلوماتيين والمختصين في تقنيات الذكاء الاصطناعي بالمعهد الوطني للابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، سبق اعتمادها في كل من مدينة بروكسيل البلجيكية وباريس الفرنسية، وشهدت تفاعلا كبيرا من طرف المواطنين والمسؤولين، وفق ما أكده بلمقدم.

 

ويعد المعهد الوطني للابتكار والتكنولوجيا المتقدمة بالدار البيضاء منظمة مدنية غير حكومية تتكون من حوالي 45 مهندسا معلوماتيا ومختصا في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، انطلقت منذ حوالي سنتين، يكمن دورها الأساسي في الاشتغال على قضايا الديمقراطية والابتكارات والتكنولوجيا والمبادرات الاجتماعية التي تنصب في هذا الإطار.

 

ودعا المشرفون على المعهد مقاطعات مدينة الدار البيضاء إلى تبني المنصة المجانية والتنافس على المشاركة بشكل إيجابي في حل المشاكل التي تنشر داخلها من خلال القيام بإصلاحها؛ مشددين على أهمية اتخاذ مبادرات مثيلة وملموسة لحل مختلف المشاكل التي تعاني منها مدينة الدار البيضاء.