منطقة الكركرات تسير نحو المجهول‎

بعد تقديم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، تقريره حول الوضع بالصحراء المغربية، يمكن القول بأن منطقة الكركرات و ملف الصحراء بشكل عام بات يسير نحو المجهول.

فيمكن القول بأن الملف يسير نحو المجهول، نظراً لردود الفعل الغير رسمية لكل الطرفين في نزاع الصحراء “المغرب جبهة البوليساريو”، حيث إذا قرأنا ذالك بنظرة تحليلة نكتشف أن كافة ردود طرفي النزاع هي عبارة عن رسائل مشفرة موجهة بين الطرفين.

أهم النقاط التي جاءت في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة هذه السنة

حيث من أهم ماجاء في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الجديد، هو تعيين الرئيس الألماني السابق ” هورست كولير ” مبعوث شخصياً للأمين العام بخصوص نزاع الصحراء، وكذا مطالبة أنطونيو غوتيريس جبهة البوليساريو الانسحاب الفوري والغير مشروط من منطقة الكركرات.

رد المغرب الغير رسمي بطبيعة الحال على هذا التقرير، حسب ما نقلته وكالة رويترز التركية عن مصدر من وزارة الخارجية المغربية، حيث تم وصف التقرير ب”أنه أكثر موضوعية عن تقارير سابقة”.

أما رد فعل جبهة البوليساريو على هذا التقرير، كان بالترحيب بتعيين الرئيس الألماني السابق ” هورست كولير ” مبعوث شخصياً للأمين العام بخصوص نزاع الصحراء، وكذا رفضها لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة الإنسحاب من الكركرات؛ مؤكدة ” بأن مقاتلي الجبهة سيظلون يتمركزون في مواقعهم بالمنطقة”.

إلى أين يتجه الوضع بالمنطقة بعد هذا التقرير؟

فيمكن القول أن الوضع بمنطقة الكركرات أقصى جنوب الصحراء المغربية، يتجه نحو المجهول، حيث أن هذه الردود الغير رسمية، تكشف لنا أنه في نهاية شهر أبريل الجاري وبعد التصويت على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة من طرف أعضاء مجلس الأمن الدولي، ستكون الردود الرسمية متشابه لهذه.

السيناريوهات المقبلة بعد التصويت على قرار مجلس الأمن

الأهم في تقرير مجلس الأمن الدولي وشهر أبريل، هو السيناريوهات المقبلة بعد تصويت أعضاء المجلس على التقرير الأممي، حيث من المؤكد أن لا تكون ردود فعل طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو حول هذا التقرير عادية كسابقاتها من السنوات الماضية.

حيث ما يميز هذه السنة عن السنوات الماضية، هو وجود أزمة جديدة ومشكل جديد ينظاف إلى ملف الصحراء، هو، مشكل منطقة الكركرات، حيث من غير المستبعد أن تقرّر جبهة البوليساريو عبر ردها الرسمي على التقرير بعدم الانسحاب من المنطقة، كما جرت العادة سابقاً عندما دعى أنطونيو غوتيريس المغرب والبوليساريو الانسجاب من المنطقة، الأمرالذي تقبله المغرب وقام بالانسحاب أحادي الجانب من المنطقة، في المقابل جبهة البوليساريو رفضت الانسحاب.

حيث نرى هناك سيناريو حرب بالمنطقة، ولكن هو مستبعد بالمقارنة من السيناريوهات السياسية، لأن الحرب ليس في صالح طرفي النزاع، حيث من الممكن إستبعاد هذا السيناريو الذي لا يخدم سياسية المغرب واقتصاده، إلا في حالة ما تجرأت الجبهة على الحرب فإنها ستكون الخاسر الأكبر.

من الخاسر والرابح في معركة الكراكرات

فيمكن القول أن المغرب هو الرابح الأكبر بعد معركة منطقة الكركرات، لا نقصد معركة حربية بل سياسية، حيث فاز المغرب بالمعركة عندما استجاب لدعوة الأمين للأمم المتحدة وقام بالاسحاب من المنطقة، الخطوة التي أشادت بها العديد من الدول الكبرى كأمريكا وفرنسا وإسبانية وكذا الاتحاد الأوروبي.

أما الخاسر في هذه المعركة السياسية، هو جبهة البوليساريو التي قامت برفض تطبيق دعوة الأمين العام للأمم المتحدة المتمثل في للانسحاب من المنطقة، حيث خرجت الحبهة بقرار عدم الانسحاب وقولها بأن المنطقة أصبحت ضمن المناطق “المحررة”، وكذا تأكيدها على تواجدها بالمنطقة إلى الأبد، الأمر الذي يؤكد خسارتها في هذه المعركة.

وفي الأخير يمكن القول “منطقة الكركرات تسير نحو المجهول” إلى بعد التصويت على تقرير مجلس الأمن الدولي وعندها ستفتح آفاق ما سيؤول إليه الوضع بالمنطقة.