من المؤسسات التعليمية إلى الشارع: واقع مقلق للعنف التعليمي في المغرب

  نصيرة بنيوال – جريدة أرض بلادي

في الوقت الذي يمر فيه الوسط التعليمي المغربي بأزمة عميقة، تتسم بتزايد العنف بشكل متكرر وأشد خطورة، أصبح من الضروري التساؤل. تأتي هذه السلسلة من المقالات ضمن جهد جماعي للتفكير، ردا على المأساة الأخيرة في الرشيدية. من خلال تحليل متعدد الأبعاد، سنحاول فهم جذور هذا العنف، أشكاله، وعواقبه، مع تسليط الضوء على المسؤوليات والبحث عن حلول.

إليكم الجزء الأول :

العنف في الوسط التعليمي في المغرب : ظاهرة مقلقة تستدعي التدخل العاجل

العنف في الوسط التعليمي في المغرب لم يعد ظاهرة معزولة أو هامشية. ما كان يعتبر سابقا حوادث عرضية أصبح الآن واقعا مقلقا يتجاوز جدران المؤسسات التعليمية ليمتد إلى الفضاء العام.

لقد أحدث وفاة معلمة اللغة الفرنسية في مدينة الرشيدية في أبريل 2025، إثر تعرضها للاعتداء العنيف من قبل أحد تلاميذها، صدمة كبيرة في المجتمع المغربي. هذه المأساة أعادت إحياء ضرورة معالجة هذه الظاهرة بجدية وحزم.

وللأسف، فإن هذه المأساة ليست حالة معزولة. فهي تأتي في سياق أوسع لتقنين العنف في محيط المؤسسات التعليمية، حيث يشمل العنف كل من التلاميذ والكوادر التعليمية. حالات مثل تلك التي تعرضت لها الشابة سلمى، التي تعرضت للاعتداء من قبل إحدى زميلاتها في نفس المؤسسة التعليمية في مراكش عام 2022، قد أثارت غضب الرأي العام، دون أن تؤدي إلى تغييرات هيكلية ملحوظة.

في مواجهة هذه الوضعية المقلقة، يصبح من الضروري تحليل الأبعاد المختلفة لهذه الظاهرة: فهم أسبابها، تحديد مظاهرها، واقتراح حلول عملية.

يهدف هذا المقال إلى استكشاف مشكلة العنف في الوسط التعليمي في المغرب، بالاعتماد على معطيات حديثة، وشهادات، وكذلك تحليلات الخبراء. الهدف هو المساهمة في رفع الوعي الجماعي وإيجاد حلول مستدامة.

سنبدأ برصد واقع العنف في النظام التعليمي المغربي، من خلال التركيز على بعض الحالات البارزة والأشكال المختلفة التي يمكن أن يتخذها هذا العنف. ثم سنتناول أسباب الظاهرة، قبل أن نبحث في الإطار القانوني والتدابير المتاحة لمواجهتها. وأخيرا، سنتطرق إلى عواقب هذا العنف على الأفراد والمجتمع بشكل عام، لنختتم بتقديم مجموعة من التوصيات الهادفة إلى خلق بيئة تعليمية أكثر أمانا واحتراما للجميع.

                     يتبع