جريدة أرض بلادي – ايت علي اكرام –
في خطوة تعكس عمق العلاقات بين المجتمعين المدنيين المغربي والإسباني، شهدت إعدادية الكندي بمدينة الناظور، يوم الجمعة 18 أبريل، زيارة ميدانية مميزة لفريق من الجمعية الإسبانية القادمة من مدينة بيك، التابعة لمقاطعة برشلونة، وذلك في إطار برنامج تعاون مشترك بتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
الزيارة لم تكن مجرد جولة اعتيادية، بل جاءت محمّلة برؤية واضحة لتعزيز التضامن والتعاون التعليمي بين البلدين. فقد استهل اللقاء بتقديم عرض شامل عن واقع المؤسسة التعليمية، بنيتها التربوية، ومجالسها الإدارية، قبل الانطلاق في جولة استطلاعية لمختلف مرافقها.
وتمحورت أهداف هذه الزيارة حول تبادل الخبرات بين الطرفين، والارتقاء بواقع التلاميذ من خلال تعزيز قيم التضامن والعمل المشترك. كما تم الاتفاق على تنظيم ورشات تربوية وأنشطة توعوية مستقبلية، تروم إشراك التلاميذ كفاعلين أساسيين في العملية التعليمية، مع الحرص على مد جسور التبادل الثقافي وتعزيز الانفتاح بين الشباب المغربي والإسباني.
اللقاء شكّل كذلك أرضية لنقاش مثمر حول سبل تطوير شراكات مستقبلية، من بينها تبادل الزيارات وإطلاق مبادرات تعليمية مشتركة. وقد عبّر مدير المؤسسة عن امتنانه لهذه المبادرة النوعية، مؤكدًا على دورها الحيوي في تحسين جودة التعليم وتوفير بيئة مدرسية محفزة.
ومن جهتها، نوهت الجمعية الإسبانية بحفاوة الاستقبال وروح التعاون التي لمسوها من الأطر التعليمية، مؤكدةً استعدادها لمواصلة هذه الشراكة البنّاءة.
أما التلاميذ، فقد عبّروا عن سعادتهم الغامرة بهذه المبادرة، التي فتحت أمامهم نافذة للتعرف على ثقافة جديدة، وأذكت فيهم روح الانفتاح والتعاون الدولي.
توصيات خرج بها اللقاء:
1. توسيع نطاق التعاون ليشمل مؤسسات تعليمية أخرى بالإقليم.
2. تنظيم زيارات دورية لتقييم مدى أثر الدعم ومواكبة الحاجيات الجديدة.
3. إشراك الفاعلين المحليين لضمان استدامة واستمرارية هذه المشاريع.
جسدت زيارة الجمعية الإسبانية لإعدادية الكندي مثالًا حيًا على كيف يمكن للتعاون المدني بين الشعوب أن يحدث فرقًا حقيقيًا في الواقع التعليمي والاجتماعي. مبادرة تستحق التقدير، وتُعَدّ نموذجًا يُحتذى به في مجال التضامن الدولي والتبادل الثقافي، حيث لا حدود للإنسانية حين يكون التعليم هو الجسر.