مهرجان البحر في آسفي: عندما تُختزل “الوطنية” في حدود محلية ضيقة

مهرجان البحر في آسفي: عندما تُختزل "الوطنية" في حدود محلية ضيقة

  • مهرجان البحر في آسفي: عندما تُختزل “الوطنية” في حدود محلية ضيقة
  • بواسطة سفيان بلغيث

مهرجان “البحر” في آسفي يهدف، نظريًا، إلى تسليط الضوء على غنى وتنوع المدينة واحتضان تراثها البحري. ومع ذلك، فإن بعض قرارات إدارة المهرجان تثير تساؤلات عميقة حول مدى التزامهم بالمبادئ الوطنية التي تجعل من المغرب وطنًا واحدًا للجميع.

إحدى هذه القرارات التي أثارت الجدل هو طلب مدير المهرجان، حسن السعدوني، حضور صحفيين محليين فقط لتغطية فعاليات المهرجان، متجاهلاً بذلك الطاقات الإعلامية المتواجدة في مختلف أنحاء المغرب. وهذا التوجه المحلي الضيق يثير تساؤلات حول رؤية المهرجان وتوجهاته.

إن المغرب، المعروف بتنوعه الثقافي والجغرافي، يجب أن يُعامل كوحدة واحدة، حيث تكون الفرص متاحة للجميع بغض النظر عن الانتماءات المحلية. تكمن قوة المغرب في تنوعه، وفي قدرة جميع مناطقه على التفاعل والتعاون مع بعضها البعض. إن محاولة حصر تغطية المهرجان في نطاق محلي فقط، قد تكون مؤشرًا على نظرة محدودة تتعارض مع مبادئ الوطنية الجامعة.

مثل هذه القرارات قد تؤدي إلى خلق فجوات داخلية، حيث يشعر الصحفيون من خارج آسفي بأنهم مستبعدون من فرصة تقديم تغطية إعلامية لمناسبة تهم الجميع. فمهرجان البحر، كما يوحي اسمه، لا ينبغي أن يكون مقتصرًا على تغطية صحفية من مدينة آسفي فقط، بل يجب أن يكون مفتوحًا لجميع الصحفيين من كافة أنحاء المملكة.

المغرب ليس مجرد مجموعة من المدن المتفرقة، بل هو نسيج متماسك من الثقافات والمناطق التي تعزز بعضها البعض. إن تهميش الصحفيين من مناطق أخرى قد يؤدي إلى تقليص مدى تأثير المهرجان وتقويض الروح الوطنية التي تدعو إلى وحدة وتعاون الجميع.

في الختام، على إدارة مهرجان البحر أن تعيد النظر في هذه القرارات التي قد تضر بالروح الوطنية الشاملة، وأن تسعى إلى إشراك كافة مكونات المجتمع المغربي في تغطية هذا الحدث الكبير. فتعاون الإعلام من مختلف المناطق هو الذي يمكن أن يضمن وصول رسالة المهرجان إلى جميع المغاربة، وبالتالي يعزز من وحدة وتماسك المملكة.