جريدة أرض بلادي – فاطمة الزهراء الحجامي
أُقيمت في مدينة الناظور المغربية الدورة الثالثة عشرة لمهرجان السينما والذاكرة المشتركة، الحدث السنوي الذي يجمع عشاق السينما والنشطاء والمفكرين من مختلف الأقطار، والذي يسعى لتسليط الضوء على قضايا مشتركة تتجاوز الحدود الجغرافية. هذه الدورة كانت مميزة، ليس فقط من حيث الأفلام والمشاركين، ولكن أيضاً من حيث تكريم الشخصيات الفاعلة التي أثرت في المجتمع المغربي وتركت بصمة عميقة في مجالات متعددة.
وقد تم تكريم الصحفية والسياسية المغربية حنان رحاب، التي تُعدّ واحدة من الأسماء البارزة في الإعلام المغربي والنشاط المجتمعي. يأتي هذا التكريم كاعتراف بمسيرتها الحافلة بالدفاع عن قضايا المرأة وحقوق الإنسان، ودورها الريادي في مجال الإعلام. منذ بداياتها، أظهرت رحاب التزاماً واضحاً بالدفاع عن حقوق الفئات المستضعفة، وسعت لتعزيز القيم الإنسانية من خلال منصات مختلفة.
حنان رحاب ليست فقط صحفية متميزة، بل هي أيضاً نائبة برلمانية سابقة، وقد كانت دائماً صوتاً للمرأة المغربية ومرآة للقضايا الاجتماعية في المجتمع المغربي. تميزت بنشاطها الواسع على مستوى القضايا الاجتماعية والسياسية، وكان لها تأثير كبير في دعم الحريات العامة وحقوق الإنسان، ما جعلها محط احترام وتقدير من قبل العديد من الأوساط.
تكريم رحاب في مهرجان السينما والذاكرة المشتركة لم يكن مجرد لحظة احتفاء، بل هو رسالة قوية تؤكد على دور الإعلاميين في صناعة التغيير وفي نقل تجارب المجتمع إلى الشاشة الفضية بطريقة تعزز التفاهم بين الثقافات وتؤسس لوعي جماعي جديد. كما أنه يُسلّط الضوء على أهمية الإعلام في دعم الحوار الثقافي وتبادل الأفكار، ليصبح جسر تواصل بين مختلف الأجيال والمجتمعات.
من جهة أخرى، يشكل مهرجان السينما والذاكرة المشتركة حدثاً ثقافياً مميزاً، حيث يجمع صناع الأفلام والمفكرين حول مواضيع تهدف إلى بناء ذاكرة مشتركة وإنسانية. وتُطرح في هذا المهرجان قضايا تتعلق بالهوية، والهجرة، والتعايش، والسلام، ما يعزز دوره كمنصة للحوار والتواصل الثقافي.
باختصار، يُعدّ تكريم حنان رحاب في مهرجان السينما والذاكرة المشتركة تقديراً لمسيرتها الحافلة، وتأكيداً على دورها الفاعل في المجتمع. ويظل هذا التكريم جزءاً من رسالة أوسع يبعثها المهرجان في نشر قيم التسامح والحوار بين الثقافات، ودعم الشخصيات التي تسهم في بناء مجتمع أكثر عدالة وإنسانية.