ناظور: بريق الليل وسحر البحر

جريدة أرض بلادي – سفيان بلغيت –

عندما يحل الليل على مدينة ناظور، يتحول الكورنيش إلى لوحة فنية ساحرة تزداد جمالاً مع كل خطوة يخطوها الزائر على رصيف البحر. حيث يعانق ضوء المصابيح الشوارع والأرصفة، ويتراقص فوق أمواج البحر برفق، ليخلق مشهدًا لا يمكن للعين إلا أن تقع في غرامه.

يُعد الكورنيش في ناظور واحدًا من أكثر الأماكن جاذبية في المدينة، خاصة في ساعات الليل، عندما تبدأ الأنوار في التسرب إلى مياه البحر المظلمة، فتضيء تلك الألوان الهادئة الطريق أمام الزائرين والمارة. يخرج الناس إلى هذا المكان كل ليلة، ليتركوا خلفهم صخب الحياة اليومية، ويستمتعوا ببعض الهدوء والسكينة التي يوفرها هذا المكان الساحر.

يمتاز هذا الكورنيش بكونه مكانًا يلتقي فيه الناس من جميع الفئات، حيث تجد الأسر تتنزه بجانب الشاطئ، والأطفال يلعبون بحرية، بينما يجلس الشباب يتأملون الأفق البعيد، في لحظات من التأمل العميق. وحتى السياح الذين يزورون ناظور لأول مرة، لا يستطيعون مقاومة سحر هذا المكان الذي يحمل بين طياته روح المدينة وجمالها الحقيقي.

ومع مرور الوقت، تتحول المدينة إلى مهرجان من الأضواء والألوان، حيث يضفي ضوء الفنادق والمباني المجاورة بريقًا إضافيًا على المشهد. وكلما اقتربت من البحر، شعرت بأنك جزء من هذه اللوحة الرائعة، وأنك تشارك في رسم تفاصيلها الصغيرة.

إن ناظور ليلاً ليست مجرد مدينة، بل هي قصيدة تنبض بالجمال والحياة، تُكتب كل ليلة على صفحات السماء، وتُنشد على إيقاع أمواج البحر الهادئة. إنها المكان الذي يجمع بين الطبيعة والإنسان، في تناغم لا يمكن وصفه بكلمات، ولكنه يُشعر به كل من زار هذا الكورنيش الساحر.