نبذة عن رواية دوستويفسكي السارق الشريف

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

نسج الاديب الروسي دوستويفسكي بحرا من الروايات التي انتشر صيتها ولا يزال ، من بينها رواية السارق الشريف التي من خلالها يطرح ويناقش فكرة السرقة ودوافع السارق وحيله النفسية وصراعاته الداخلية ونظرة الناس من حوله ، فلنخرج من بوابة الأدب الروسي أو بالأحرى المجتمع الروسي ،مادا عنا كمجتمع مغربي تخلى عن أخلاقه وتخلت أخلاقه عنه ، هل بإمكاننا أن ننسج رواية تحت اسم السارق الندل ليتفاخر بها أدبنا كما يتفاخر الأدب الروسي ، طبعا من باب الغباء ساقول نعم وسأبدأ على منهج دوستويفسكي وسأسرد ما يلي:

داخل صفاء مدينة ضاربة في التاريخ ، قاومت المستعمر وكانت شمعة تحترق ليضيء الوطن، داخل حاضرة أنهكها الإهمال ورماها المسؤولون في دهاليز النسيان ، كانت تعيش هناك طفلة في مقتبل العمر اسمها خولة، بسيطة ، بريئة، تقاوم وتكابد هي الأخرى كما تقاوم وتكابد مدينتها، تطمح أن تحظى بكسرة خبز حافي تكتسبها بعرق جبينها، ارتمت هنا وهناك وسخرت عربة تجوب بها شوارع مدينة واد زم تعرض فيها سلعة بسيطة كمصدر قوت لها ،بساطة في العرض والدخل لم يثنيانها على التنحي والتخلي عن ربح دريهمات ولو قليلة أو منعدمة أحيانا، ايمانا منها أن القناعة كنز لا يفنى

داخل دائرة الطفلة خولة وحول عالمها الصغير ، المتناهي في الصغر، كانت تظن أنها لوحدها فيه، كانت تظن أن عالمها مرسوم بألوان قوس قزح وبنور الشمس الساطع، ألوان اختفى بريقها بعد أن تربص بها سارق ندل واحتال على عربتها ، دمر كل جميل لديها ، جعلها تبكي ليل نهار، لم يترك لها أي أمل ، هي لا تريد أي شيء ولن تقبل بأي شيء،،،، عربتها فقط ما تريد،،،،،

أيها السارق الندل ان سرقتك لعربة الطفلة خولة اغتصاب وهتك لكل المبادئ وهدم لكل الأخلاق، فعل لا ولن يتبناه الرجال ولن نحسبك يوما من الرجال ولا من أبناء مدينة واد زم التي لا تخلق أشباه الرجال ولو ان فتشت عن ملايير الأعذار .