نداءات فيسبوكية مشبوهة باسم الصحافة.. من يوقف فوضى المنابر الوهمية؟

بقلم: هيئة تحرير جريدة أرض بلادي

في الوقت الذي تبذل فيه المؤسسات الإعلامية الجادة جهوداً كبيرة للارتقاء بمستوى المهنة وضمان احترام أخلاقيات العمل الصحفي، ظهرت في السنوات الأخيرة مجموعة من الصفحات الفيسبوكية التي تنتحل صفة “منابر إعلامية”، وتستغل مشاكل المواطنين لنشر محتويات مثيرة وغير موثقة، تحت غطاء “الصحافة”، دون توفرها على أي ترخيص قانوني أو احترام لمبادئ المهنية والحياد.

 

ومن بين هذه النماذج، صفحة تُدعى “صوت الأمة”، التي نشرت نداء موجهاً إلى عامل إقليم برشيد وقائد سرية الدرك الملكي بمدينة الدروة، تتحدث فيه عن ما وصفتها بـ”مظاهر الانحراف وحمل السلاح الأبيض”، مستعملة لغة مشحونة بالتحريض والرعب، دون أي تحقق ميداني أو استناد إلى مصادر رسمية، وهو ما يطرح علامات استفهام حول الغرض من مثل هذه المنشورات.

 

والمثير في الأمر، أن هذه الصفحة لا تمثل أي جريدة قانونية، ولا تتوفر على مقر أو هوية تحريرية معلنة، وتُستعمل فقط كوسيلة لخلق “البوز”، أحياناً على حساب الأمن العام أو سمعة بعض الأحياء والمؤسسات.

 

وفي هذا السياق، تدعو جريدة أرض بلادي السلطات المختصة إلى تشديد المراقبة على الصفحات التي تنتحل صفة الصحافة، كما تدعو الرأي العام إلى التمييز بين الإعلام المهني وبين “الصحافة الفيسبوكية”، التي لا تستند إلى أي ضوابط، وقد تتحول من وسيلة للتوعية إلى أداة للتضليل أو الابتزاز.

 

كما نجدد التأكيد على أن مهنة الصحافة هي رسالة نبيلة، تقوم على النزاهة، الدقة، والموضوعية، ولا ينبغي أن تُختزل في منشورات سطحية لا هدف لها سوى الإثارة، على حساب مصداقية المعلومة وكرامة المواطن.