نصائح و ارشادات : العثور على بقايا عظام حمار ببرشيد: هل هناك خطر على سلامة المستهلكين؟

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

 

شهدت مدينة برشيد، مساء يوم السبت 29 مارس 2025، حادثًا مثيرًا للجدل بعد العثور على بقايا عظام يُرجح أنها تعود لحمار، ملقاة في تجزئة الربيع قرب مسجد الرشد. هذا الاكتشاف أثار موجة من القلق بين سكان المدينة، خاصةً مع احتمال أن تكون لحومها قد وُجهت للاستهلاك الآدمي. وقد فتحت السلطات المحلية تحقيقًا في الحادث، وسط تزايد المخاوف من تسرب لحوم غير صالحة للاستهلاك إلى الأسواق.

 

وفقًا لمصادر محلية، عثرت المصالح الأمنية ومصالح الملحقة الإدارية الثانية على بقايا العظام، والتي بدا واضحًا أنها تم تنظيفها تمامًا من اللحم قبل التخلص منها. هذا الأمر زاد من الشكوك حول إمكانية تسويق لحومها في الأسواق، سواء كمادة غذائية للمستهلكين أو في بعض المطاعم الشعبية التي لا تراعي شروط السلامة الصحية.

 

وذكرت مصادر مطلعة أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد مصدر هذه العظام، وما إذا كانت هناك شبكات تتاجر في لحوم الحمير، كما سبق أن تم ضبط حالات مشابهة في مدن مغربية أخرى مثل الدار البيضاء، مكناس، والمحمدية.

تكرار الظاهرة في مدن مغربية أخرى

لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها في المغرب، حيث سبق أن تم العثور على بقايا حمير في مناطق مختلفة، ما يثير التساؤلات حول مدى انتشار هذه الظاهرة وخطورتها على صحة المواطنين.

• المحمدية (يناير 2025): عُثر على رؤوس يُشتبه في أنها تعود لحمير مرمية بجماعة سيدي موسى المجدوب، مما استدعى تدخل السلطات الأمنية.

• مكناس (فبراير 2025): العثور على جمجمتي حمارين في حاوية نفايات بحي مرجان أثار مخاوف من بيع لحومها للاستهلاك الآدمي.

• الدار البيضاء (2019): تم العثور على رؤوس وعظام حمير في الحي المحمدي، مما أدى إلى فتح تحقيق موسع.

المخاطر الصحية لاستهلاك لحوم الحمير

يُشكل استهلاك لحوم الحمير خطرًا صحيًا كبيرًا، حيث إنها غالبًا ما تكون محملة بالبكتيريا والطفيليات التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل:

• التسمم الغذائي: بسبب احتواء لحوم الحمير على بكتيريا ضارة قد تؤدي إلى اضطرابات معوية حادة.

• انتقال الأمراض: بعض الحمير قد تكون حاملة لأمراض يمكن أن تنتقل إلى الإنسان عن طريق تناول لحومها.

• عدم مراقبة الجودة: لحوم الحمير غالبًا ما تُذبح في أماكن غير مرخصة، مما يجعلها عرضة للتلوث الجرثومي.

إجراءات السلطات لحماية المستهلك

بعد تكرار هذه الحوادث، شددت السلطات المغربية إجراءاتها الرقابية على محلات بيع اللحوم والمطاعم الشعبية، وذلك من خلال:

1. تكثيف المراقبة الصحية في الأسواق والمجازر والمطاعم للتأكد من مصدر اللحوم.

2. إجراء تحاليل مخبرية دورية على اللحوم المعروضة للبيع لكشف أي لحوم غير مطابقة للمعايير الصحية.

3. فرض عقوبات مشددة على كل من يثبت تورطه في بيع لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي.

4. تحسيس المواطنين بضرورة الحذر عند شراء اللحوم، والتأكد من مصادرها وعدم اقتنائها من الباعة العشوائيين.

 

كيف يمكن للمستهلك التمييز بين اللحوم السليمة والمغشوشة؟

 

لتجنب الوقوع ضحية عمليات الغش، يُنصح المستهلكون بمراعاة ما يلي عند شراء اللحوم:

• لون اللحم: لحوم الحمير تميل إلى اللون الأحمر الداكن أكثر من لحوم الأبقار أو الأغنام.

• رائحة اللحم: لحوم الحمير لها رائحة مميزة وغير مستساغة عند الطهي.

• نسيج اللحم: يكون أكثر لزوجة عند لمسه مقارنة باللحوم الأخرى.

• الختم الصحي: يجب التأكد من أن اللحم مختوم من طرف المصالح البيطرية المختصة.

 

حادثة العثور على بقايا حمار في برشيد ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة من الحوادث المشابهة التي عرفتها بعض المدن المغربية. ورغم الجهود المبذولة من طرف السلطات للحد من هذه الظاهرة، يبقى دور المواطن أساسيًا في توخي الحذر والإبلاغ عن أي شكوك تتعلق بسلامة اللحوم المعروضة للبيع. فحماية الصحة العامة مسؤولية مشتركة تتطلب يقظة مستمرة من الجميع