أرض بلادي _عزيز بنعبد السلام
في انتصار يُعتبر علامة فارقة في المشهد السياسي الفنلندي، تمكنت السياسية نعيمة العيساوي من الفوز بمقعدها في الانتخابات البلدية والإقليمية لولاية ثانية بمنطقة فانتا كيرافا التي جرت يوم الأحد 13 أبريل 2025. جاء فوزها تحت رمز الحزب الاشتراكي الديمقراطي وسط منافسة شرسة من مرشحين عرب وأجانب، بل وحتى نواب ووزراء من الإقليم نفسه.
بهذا الإنجاز، تُصبح العيساوي أول امرأة فنلندية من أصول مغربية – وتحديدًا من الريف المغربي – تصل إلى هذا المنصب مما يعكس تزايد تأثير الجاليات المهاجرة في صنع القرار المحلي. وقد عبّرت عن امتنانها العميق لناخبيها من الجاليات العربية والمسلمة والأجنبية، مؤكدة أن دعمهم كان حاسمًا في تحقيق هذا الفوز.
في كلمة لها بعد إعلان النتائج، قالت العيساوي: هذا الفوز ليس انتصارًا شخصيًا فحسب، بل هو انتصار لكل الشباب العربي الذي بدأ يثبت حضوره في الحياة السياسية الفنلندية. لقد أثبتنا أن بإمكاننا أن نكون جزءًا من التغيير، وأن نخدم مجتمعاتنا في مختلف المجالات.
وأضافت: سأستمر في النضال من أجل قضايا المهاجرين، وتمكين المرأة، وتحسين التعليم، لأن هذه أولويات لا تحتمل التأجيل.”
لعبت العيساوي دورًا بارزًا في العمل السياسي والجمعوي لسنوات، حيث شغلت عدة مناصب مؤثرة، منها:
– عضو مجلس بلدية فانتا.
– نائبة عضو في غرفة شؤون الأفراد والمجلس الاستشاري للتعددية الثقافية.
– نائبة عضو إدارة الوقاية المدنيةبولاية وسط أوسيما.
– عضوة في إدارة جمعية هاكونيلا الدولية.
وخلال ولايتها السابقة، ركزت على قضايا الاندماج الاجتماعي، حقوق المهاجرين، وتمكين المرأة كما عملت على تحسين الخدمات التعليمية في الأحياء التي تعاني من التهميش.
أكدت العيساوي أن ولايتها الثانية ستشهد تركيزًا أكبر على جودة التعليم خاصة لأطفال الأسر المهاجرة، قائلة: “التعليم هو أساس الاندماج. يجب أن نضمن مساواة الفرص لكل طفل، بغض النظر عن خلفيته. سنعمل على تقليص الفجوة بين الأحياء المهمشة والمناطق الأكثر تطورًا.
يُعد فوز العيساوي نموذجًا يُحتذى به للجيل الثاني من المهاجرين، حيث تثبت أن المشاركة السياسية الفاعلة يمكن أن تُترجم إلى إنجازات ملموسة. كما يُظهر تطورًا إيجابيًا في تقبل المجتمع الفنلندي للتنوع، وثقة متزايدة في قيادات من خلفيات مهاجرة.
يُمكن القول إن نعيمة العيساوي لم تكسر حاجزًا سياسيًا فحسب، بل فتحت الباب أمام المزيد من الوجوه الجديدة لتُثبت أن الاختلاف ليس عائقًا، بل مصدر قوة لمجتمع متعدد الثقافات مثل فنلندا.