نقطة نظام …خلل النقابة الحزبية و هموم الطبقة العاملة

جريدة أرض بلادي_ الدار البيضاء_

ذ/ أبو فراس جابر الصنهاجي_


ان قراءة متأنية لما ورد في الدستور الجديد ومدونة الشغل على علتها تجعلنا نستنتج أن المنظمات النقابية في مغرب المتناقضات والخصوصيات و … هلم جرا، لم تستوعب دورها في تحقيق التغيير الذي تنشده الجماهير الشعبية، في اطار المشروعية طبعا، دون تجاوز المكتسبات التي راكمتها التجارب المريرة التي مرت بها الطبقة العاملة، عبر سنوات الكفاح الحقيقي والنضال المستميت ضد سياسة الرأسمال المعولم، يعلم جميع المتتبعين للشأن السياسي صورتها وتفاصيلها.

كيف تسمح قيادات نقابية لنفسها بالدفاع عن سياسة حكومية لا شعبية، تتنازل مع مرور الوقت عن مسؤولياتها ودورها في حماية القدرة الشرائية لعموم الطبقة العاملة و الشعب المغربي، وتوفير الحياة الكريمة، مع التمادي في مسلسل الزيادات في المواد الغذائية والسلع المرتبطة بها، و في تجاهل تام لمطالب الشغيلة، مجتهدة في ذات الوقت في تطبيق املاءات صندوق النقد الدولي والسير الحثيث في تطبيق برنامج التقويم الهيكلي المفروض من طرف الصندوق المشؤوم. فأين الدفاع عن مصالح الشغيلة الاجتماعية والاقتصادية التي منحها الدستور الجديد للمنظمات النقابية ؟! هل ورد في احدى فقراته الدفاع عن السياسة الحكومية ؟ أعني نقابة الاتحاد الوطني للشغل الذي ارتبط ارتباطا عضويا بحزب يترأس الحكومة ووقع معه شراكة تأييد تلزم الطرف النقابي بالتماهي مع قرارات الحكومة التي يترأسها الطرف الحزب.
أنها التبعية والارتهان الحزبي بدون شك …فلا خير اذن في الفعل النقابي الذي تخلى عن شراكة الجماهير الشعبية كما الدفاع عن حقوقها لصالح سياسية حزبية و أصحاب المال والباطرونة. فغدا يطالب الشرائح الاجتماعية المنهكة بتحمل الأعباء الثقيلة وابتلاع القرارات المجحفة لأنها الحلقة الأضعف في السلسلة.
كيف… وأين… ومتى ؟ أسئلة ملحة نطرحها ولا ننتظر أجوبة من قيادات مهزومة نفسيا لأنها تتمتع في الريع والتعويضات السمينة التي تصدرها بزولة المؤسسات الريعية التي حجزت فيها موقعا فيها فابتلعت لسانها قبل ان تتمدد هزيمتها على أرض واقع مؤسف ومرير…

قيادات كرست الإحباط في صفوف المناضلين المخلصين لقضايا الشغيلة والطبقة العاملة وعملت على إبعاد الشرفاء عن التنظيم ، وحولت الكفاح النقابي الى مجرد فولكلور مناسباتي فصار نشاطا روتينيا من أجل الفرجة والترويح عن النفس كأنما تقدم النقابة منوما أو مخدرا ينسي العامل المسحوق والموظف المعذب معاناتهما ردحا من الزمن. وأغلب الظن أن أنشطة النقابة اليوم تكتسي طابع التنويم والتخدير واستعمال الشعارات الجوفاء والتمثيل المسرحي على المنصات الخطابية…

أجل، نحن في حاجة الى منظمة نقابية قوية وفاعلة تمارس ضغطا جماهيريا جارفا لا يقبل المساومة على المطالب المشروعة والحقوق المسلوبة… والاستمرار في اليقظة والوعي بالمسؤولية النضالية ضد سياسة حكومية تمارس شتى أنواع الابتزاز وتحمي البيروقراطية والرأسمال البشع وتقدم له تنازلات متتالية على حساب الطبقات الشعبية المسحوقة ، امتثالا لسياسة السوق والاقتصاد المعولم المليء بالفخاخ والأزمات الاقتصادية والاجتماعية…
حول اشكالية النقابي والسياسي …يتبع في نقطة نظام اخرى.