جريدة أرض بلادي-الكاتب: الدكتور عبد العزيز حنون
حارس متميز سمعنا عنه ولم نره في مباراة كانت فاصلة بداية الثمانينات في بطولة اقصائية لم اعد اذكر ما هي. كانت أقيمت في الكامرون وكانت مباراة جد صعبة يقودها الحارس نكونو الذي كانت دائما شباكه نظيفة نظرا لدرجة ليونته وتمدده السريع أفقيا وفي أعلى ما يمكن .. سمعنا عنه فقط عبر ذاك الوصف البديع الذي كان يؤديه صحفيون رياضيون يبدعون في إنعاش مخيلتنا بالصور درجة الهلوسة البصرية .. وكان الصوت الاذاعي يبدو فعلا قادما من بعيد بعيد و كان يقطع البث مرارا ومرات ومرات حاسمة ونبقى ننتظر عودته لمعرفة ما فاتنا خصوصا إذا تركنا وهو في مربع العمليات عندنا أو لدى الخصم مع صراخ لا ندري هل إصابة ام بجانب العارضة .. يتركنا مجمدين وعلى اعصابنا بجانب الترنزيستور الذي يجتمع عليه قسم بكامله .. يومنا هذا اذكره جيدا مر على الأعصاب لأنه انتعش بخطإ كاميروني في مربع العمليات، كانت نقطة خلاصنا من فم السبع هي تلك الضربة الجزاء المستحقة للمنتخب المغربي.. خاب أملنا وقتئد لأن انكونو تمدد بشكل غريب وابعد قدفة صاروخية، هكذا وصفه المعلق الرياضي.. بعد اسبوع وجدت صورة في الصفحة الرياضية لجريدة لا أذكرها أيضا، أخذت لأنكونو وهو ممدد أفقيا في مستوى عال لتتكون لدي عنه صورة ذهنية كحارس مرمى يطير في الهواء..فعلا كان حارسا لا يقهر احترف بعدها مباشرة في دولة أوروبية لا أتذكرها أيضا.. كنا نكمل كل شيء بالخيال لم يكن لا فأر ولا نقل تلفزي ولا كاميرات دقيقة سوى أصوات متقطعة لمعلقين يصفون كل شيء ..
هذه بقايا ذاكرة رياضية كانت وما زالت تتمنى أن يكون لدينا منتخب عالمي يفرحنا أكثر مما يترحنا.. كنا نبيت نغلي من الفرح بالفوز وكنا نحزن ويتنغص عيشنا شهورا لتفويت فرصة كتلك الضربة الجزاء المشؤومة..
اليوم نقصت الحدة لكن ارحمونا حفظكم الله من توالي الإخفاقات.. نريد كأس أفريقيا…