نيزك وارزازات….. العالمة الشناوي تكشف عن مجال الكواكب 

جريدة أرض بلادي – عبد الفتوح كريمة –

ما زال بعض الشباب يبحثون عن بقايا نيزك سقط بالقرب من ورزازات، حيث يأملون في العثور عليها وبيعها بعد مرور أسبوعين على سقوطه، كما فعل آخرون في السابق بمجرد تأكدهم من سقوطه.

 

وليس هذا الأمر مقتصرًا فقط على صائدي النيازك وبائعيها، بل استقطبت منطقة “أيت ساون” (بين أكدز وورزازات) اهتمام أهل العلم والخبراء في هذا المجال، وعلى رأسهم عالمة النيازك حسناء الشناوي. وأوضحت الشناوي الخطوات اللازمة لإعطاء هوية مغربية معترف بها دوليًا لهذه الأحجار، كما فعلوا في مناطق أخرى خلال السنوات الماضية.

الدكتورة حسناء الشناوي، أستاذة في كلية العلوم عين الشق بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، ورئيسة مؤسسة “الطريق لعلوم النيازك والكواكب”، ذكرت أن فريقًا من خبراء علم النيازك والكواكب والجيولوجيا زاروا المنطقة هذا الأسبوع وعاينوا ما تم العثور عليه من بقايا النيزك.

 

وفي المرحلة القادمة، سيتم إعداد تقرير مفصل وتحاليل مخبرية على هذه البقايا خارج المغرب، نظرًا لغياب الإمكانيات اللازمة، لمعرفة نوعيتها بدقة.

 

الشناوي، التي تعتبر أول باحثة في العالم العربي والإفريقي تدخل مجال النيازك، أوضحت أن التعامل يتم مع مختبرات دولية عديدة، مضيفة “نحاول تكوين فريق عمل فور تسجيل سقوط أي نيزك”.

هذه التحاليل المخبرية ستحدد نوع النيزك، وسيتم إعداد تقرير مفصل لصالح الهيئة العالمية لتسمية النيازك التي تضم 12 خبيرًا دوليًا، والتي كانت الشناوي عضوًا فيها لأربع دورات.

 

تدرس الهيئة التقرير وتقدم ملاحظاتها قبل الموافقة النهائية على النيزك، ليتم نشر التقرير ويعترف به دوليًا، ويمنح اسمًا ويمكن استخدامه في أبحاث مستقبلية.

 

وأكدت الشناوي أن هناك مسؤولية كبيرة لتوثيق هذه النيازك، حيث يجب أن يتم العمل بمستوى عالٍ. وأضافت أنه رغم القيمة العلمية لبعض النيازك التي سقطت في المغرب، إلا أن قيمتها التراثية تزيد من أهميتها.

 

وأشارت الشناوي إلى أنها بدأت العمل في هذا المجال منذ عام 2000، وبدأت في رصد السقوط المرصود للنيازك منذ عام 2004، مما أسفر عن منح بقايا نيازك هويات مغربية معترف بها عالميًا.

 

وأكدت الشناوي أن هذا العمل، الذي يسعى إلى منح الهوية المغربية لهذه الأحجار السماوية، مرتبط برغبة وقدرة الخبراء المغاربة. وأشارت إلى أنها قامت بتدريب سبعة دكاترة وسبعة طلاب دكتوراه في نفس المجال، وهناك كفاءات مغربية مؤهلة بمعايير دولية في علم النيازك والكواكب، ولكنهم يفتقرون إلى المناصب في الجامعات المغربية لتطوير عملهم.

 

واختتمت بالقول “لدينا ثروة علمية فريدة، ولكن يجب الاهتمام بالكفاءات الموجودة لتطوير البحث في هذا المجال”.