جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-
هناك من يرى أن للأدب رسالة لا بد أن يؤديها، وقد تكون هذه الرسالة سياسية أو اجتماعية أو أخلاقية، فيما يرى فريق آخر أن رسالة الأدب هي الأدب نفسه، فيكفي الأدب فخرا -حسب هذا الرأي- أن ينتج نصوصا تتمتع بقيمة جمالية وفنية تساهم في رقي ذائقة القارئ.
طرحنا الموضوع على بعض الأدباء وعشاق الأدب، من خلال بعض الأسئلة ومنها:
ما رأيكم في هذه القضية؟ وأي طرح تميلون إليه؟ ولماذا؟
وقد تفضل الكاتب ادريس الجرماطي بداية بتقديم رأيه في الموضوع قائلا” في البداية يجرب الأديب قدراته الفكرية وقوة عطائه، لكن بمجرد أن يدخل في مساحة الإبداع كمسؤولية، عليك أن يشارك الناس أفكاره لتكون لبنة في التجديد ومساهمة في طرح الحلول لما قد يكون مستعصيا على الوضع، حقا لأنه رسول بالمعنى الأدبي، والأديب الذي لا يحقق ذلك النقاش المفضي إلى الحلول ومعالجة الاوضاع، يبقى مجرد مقرر في ملفات تخصه لوحده…
أما الأستاذة ليلى بوخنان فرأت بأن الادب هو حصيلة فكرية ابداعية و جمالية و هو موجه لمتلق و اكيد تختلف الرؤية والمنظور حسب القدرات، و ان كان الأدب هو غاية في ذاته الا ان هذا لا يزيح فكرة ان الادب يحمل رسالة أخلاقية وثقافية وتاريخية وتربوية… لانه وليد بيئة اجتماعية… وبالتالي يمكننا اعتبار الادب عملة لوجهان…
فيما ذهبت القاصة المبدعة سلوى الإدريسي إلى أن الأدب في جوهره توجد رسائل متنوعة ..
ولا أقصد هنا- تصيف الكاتبة- رسائل بمعنى قيم جيدة قد تكون رسائل سيئة في بعض الأحيان ،ومع ذلك يمكن للأدب أن يجعلك تحب الشرير وتكره الخيٌّر ..إنه مثل السحر ،قد يخدع الساحر الجمهور بخدع بصرية ،وقد يخدع الكاتب العقول بسحر البيان..
الأدب هو صورة الإنسان بكل تجلياته..
الأستاذ المختار بوزياني مز جهته لاحظ أن كل تعبير انما ينم عن هدف وان لم يفكر فيه الكاتب .. ولست مع الادب الذي يهدف صاحبه فيه لقضية بعينها لانه وبسهولة يجمع مادته (التحريضية) ويكون أبعد عن الابداع والتداعي الحر
فصاحب الهدف مؤدلج والادب بعيد عن الايديولوجيات حسب تقديري
اما الناقد ميلود فيروشة يقول بان الحاجة إلى الادب، لا تتأتى دون رسالة، لكن ليس بالمعنى الفضفاضة للكلمة، اي ان الأديب باعتباره كائن يحيا، وسط مجموعة بشرية، وينخرط في معمعان انشطة،قد تكون ذاتية تخصه أو موضوعية، تتحدث باسم المجتمع الذي ينتمي إليه، لذلك هو بمثابة، جسر التواصل، الذي يدعم تلك الجسور، بغية توطيد دعامات، وخلق نقاشات وحوارات، من أجل أهداف متوخاة،وهي ضرورة الإقلاع نحو مجتمع ،وتراث ينبذ العنف،وبسمة نحو الإخاء والمحبة والعدالة، وتاريخ فيه قيم المواطنة. هذه هي بعض من رسائل الادب، حيث يبقى الإلتزام بها .ضرورة حتمية.ولنا في ذلك الكثير من الأدباء تفضلوا من أجل ذلك.
الشاعرة ليلى التجري شاركت في هذا الحوار برأر قالت فيه إن الأدب وعاء اللغة ومستودعها الغني بمعاني القول الدلالية والمعجمية..فن ممتع وهادف إن صح القول.
فيما ايوب متيت دافع على رأي يقول بأنه بدون قيمة جمالية وعناصر أسلوبية مؤثرة ومتوائمة مع مختلف التغييرات الحادثة بالمجتمعات والميادين الفكرية، الأدب سيصبح مجرد قناة جامدة لنقل المعلومات.
أما الأستاذ أشرف عليم فيرى أن الرسالة جنس أدبي، والخطاب جنس أدبي. والأدب في الأخير لا ينفصل انفصالا تاما عن الواقع، لكن الحكمة في الجودة هي مقدار التجريب الذي يحتمله النص و أسلوب الكاتب. لذلك أميل إلى الشكلانية.
الأستاذ ابراهيم لخليف اعتبر أن للأدب رسائل متعددة، منها ما هو أدبي صرف ومنها ما يروم الإسهام في حركية المجتمع . فالأديب لا يمكن أن يكون له إشعاع إلا إذا وظف المكانة التي يحتلها في المجتمع وأن يكون فاعلا ذو تأثير على ما يجري حوله في جل مناحي الحياة.
فيما رأت الأستاذة رجاء حاشد أن الأدب نصوص تتمتع بقيمة جمالية وفنية تعمل على خدمة الفرد في شتى جوانب الحياة فلا قيمة للأدب إن لم يخدم الفرد والمجتمعات ولا قيمة إن وصل اليهم بجمال دون هدف فالعلاقة بين فني الأدب وخدمته في الحياة علاقة تكاملية.
بينما ركزت المبدعة رنيم خالد رجب على أن للأدب رسالة هادفة لكنه مرتبط بالرسالة والرسالة دون أدب لايمكن لها الوصول سواء كتابة لغة أو معنى وإن كانت لغة الأديب غير معبرة فهي لن تصل للناس أيضا.
أما راي الأستاذة محو خديجة فتلخص في أن الأدب لنفسه وللآخرين،فهو رسالة تجمع بين الجمال والإبداع،وهو وسيلة للتعبير عن هموم المجتمع وقضاياه،ويشكل الوعي الجماعي للافراد داخل المجتمع،فالادب هو انعكاس ومرآة
بينما رأى الأستاذ عبد العليم سنان أن يجمع الأدب بين الرسالة والأدب بأسلوب يحفظ للأدب جماليته وللرسالة قضيتها
وختم هذه الشهادات الأستاذ عبد المنعم حسيني الذي اعتبر أن
الأدب يٌرى من كل الزويا حسب الفترات التي يعيش فيها الكاتب وتتغير النظرة من فترة إلى الفترة حتى يصبح الأدب فلسفة حيث تتطلب عيشة بجميع مراحلها وتتبع بنضج الكاتب.