هيبة رجل الأمن هي أساس نعمة الأمان.”

جريدة أرض بلادي – سفيان بلغيت –

في الآونة الأخيرة، أصبحنا نشهد تكرارًا لمواقف تُظهر تراجعًا في احترام بعض الأفراد لرجال الأمن بمختلف رتبهم وأزيائهم. تداول شريط فيديو على صفحات التواصل الاجتماعي يعكس هذا الواقع، حيث يُظهر بوضوح إساءة هذه الفئة لهيبة الدولة التي يمثلها رجال الأمن.

إن هيبة رجل الأمن ليست مجرد صورة أو شكل خارجي، بل هي انعكاس لهيبة الدولة نفسها. فبدون هذه الهيبة، يتعرض النظام المجتمعي للخطر، وتصبح حياة المواطنين في مهب الريح. ولذلك، يجب أن يُدرك الجميع أن رجل الأمن ليس خصمًا، بل هو شريك في بناء واستقرار المجتمع.

إن العلاقة بين المواطن ورجل الأمن يجب أن تبنى على أسس الاحترام المتبادل والتقدير، حيث يؤدي كل منهما دوره في خدمة الوطن. ومع ذلك، نلاحظ للأسف أن عدم الفهم الصحيح لحقوق الإنسان الذي أصبح يُتغنى به اليوم تحت راية الجمعيات الحقوقية، أدى إلى استغلال بعض الأفراد لهذه الحقوق بشكل سلبي، مما ساهم في تزايد حوادث الاعتداء على رجال الأمن سواء لفظيًا أو جسديًا.

إن هذه الوقاحة في التعامل مع رجال الأمن ليست فقط انتهاكًا للقانون، بل هي أيضًا إساءة للذوق العام وللقيم التي تربى عليها المغاربة. ولذلك، فإن استعادة هيبة الدولة تبدأ من استعادة هيبة رجال الأمن والدرك الملكي والجيش والقوات المساعدة، الذين يمثلون الركائز الأساسية التي يقوم عليها استقرار الوطن.

علينا كمجتمع أن نكون واعين بأن احترام رجل الأمن هو احترام للوطن نفسه، وأن أي تهاون في هذا الأمر يفتح الباب أمام فوضى لا تُحمد عقباها. ولهذا، فإن فرض القانون بيد من حديد على كل من يتجاوز هذه الحدود هو واجب وطني يجب تطبيقه بحزم وفعالية.

في الختام، نسأل الله أن يحفظ وطننا من كل مكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار، وأن يبعد عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.