أرض بلادي-عزيز بنعبد السلام
تقدم جريدة أرض بلادي برنامجًا للسيرة الذاتية تحت عنوان “شخصيات…”، يُعدّه ويقدّمه الأستاذ عزيز بنعبد السلام. يسلّط هذا البرنامج الضوء على شخصيات وفعاليات تركت بصمات واضحة في تنمية المجتمع، وقدّمت خدمات جليلة للمنطقة والوطن، في مجالات متعددة. البرنامج يستضيف أيضًا طاقات من المجتمع المدني التي تعمل في صمت من أجل رفاهية المواطن وتنمية محيطها. في هذه الحلقة، نسلط الضوء على شخصية نسائية أثبتت حضورها بثقة، وجعلت من العمل الجاد سلوكًا يوميًا لا انفصال له عن قضايا المواطن وهمومه. إنها الأستاذة دينا احكيم، الوجه النسائي الذي سطع في سماء الناظور بثبات ومسؤولية.
الأستاذة دينا احكيم هي مستشارة بمجلس إقليم الناظور، وعضوة بمجلس جماعة الناظور، وعضوة مؤسسة في مجموعة التعاون بين الجماعات “الناظور الكبرى”، تمثل حزب الحركة الشعبية، وهي من الأصوات النسائية التي تجمع بين الفعالية السياسية والالتزام المجتمعي، وبين حضور قوي في المؤسسات المنتخبة وتجذر أصيل في هموم الساكنة.
ما يميّز الأستاذة دينا احكيم ليس فقط انخراطها في العمل السياسي، بل أيضًا مزاولتها لمهنة المبصرتية، حيث تعمل في مجال تصحيح البصر والعناية بالعيون، وهي مهنة إنسانية تجعلها في تواصل مباشر ويومي مع مختلف شرائح المجتمع. من خلال هذه المهنة، استطاعت أن تلمس عن قرب معاناة المواطنين واحتياجاتهم، ما عمّق ارتباطها بقضايا الصحة العمومية، وجعلها من أبرز المدافعات عن تحسين البنيات التحتية الصحية في الإقليم، وتسهيل الولوج إلى الخدمات الطبية خاصة في العالم القروي.
تنحدر الأستاذة دينا احكيم من أصول ناظورية أصيلة، نشأت وسط بيئة محافظة تؤمن بقيم العمل والاجتهاد، وهو ما انعكس على شخصيتها القوية والمتزنة. دخلت غمار العمل السياسي عن قناعة تامة، ليس بحثًا عن موقع أو منصب، بل انطلاقًا من إحساس عميق بالمسؤولية، ورغبة صادقة في إحداث تغيير إيجابي في محيطها. ومنذ أن وطأت أقدامها المجالس المنتخبة، وهي تشتغل في صمت وثبات، واضعة مصلحة المواطن فوق كل اعتبار.
في مجلس إقليم الناظور، تميزت الأستاذة دينا بحضورها النشيط، ومساهمتها في مناقشة ملفات محورية تهم الإقليم، سواء على مستوى الصحة، التعليم، الطرق، أو دعم الفئات الهشة. كما أنها من الأصوات التي تطالب دائمًا بإنصاف المناطق المهمشة، والرفع من وتيرة المشاريع المهيكلة، ومواكبة حاجيات الشباب والنساء وتمكينهم من فرص حقيقية للتنمية الذاتية.
أما في مجلس جماعة الناظور، فهي تتابع عن قرب الشأن المحلي، وتحرص على رفع نبض الشارع داخل المؤسسة، بكل جرأة وشفافية. تدافع بقوة عن تحسين النظافة، تنظيم الأسواق، النهوض بالبنية التحتية، وتجويد الخدمات الإدارية. كما تعطي اهتمامًا خاصًا بقضايا المرأة، وتدعو باستمرار إلى توسيع مشاركتها في مواقع القرار، وإطلاق برامج محلية موجهة للتمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء.
وعلى مستوى مؤسسة التعاون بين الجماعات “الناظور الكبرى”، تُعتبر الأستاذة دينا من الأعضاء المؤسسين الذين يؤمنون بضرورة العمل الجماعي والتنسيق الإقليمي لتجاوز التحديات المشتركة، خاصة في مجالات تدبير النفايات، النقل، والتطهير السائل. وقد أبانت عن روح جماعية عالية، وقدرة على بناء جسور الثقة مع مختلف الفاعلين، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية.
الأسلوب الذي تعتمده الأستاذة احكيم في عملها، يتميز بالهدوء، والإنصات، والتحليل الموضوعي، بعيدًا عن المزايدات أو الخطابات الشعبوية. وهي شخصية تحظى باحترام زملائها في المجالس، وتقدير الساكنة التي ترى فيها نموذجًا نسائيًا مشرفًا، يشتغل بجد دون بهرجة أو استعراض.
تُشارك الأستاذة دينا بانتظام في الأنشطة الثقافية والاجتماعية، وتحضر لقاءات جمعوية وتنموية، مما جعلها قريبة من النسيج المدني، ومتفاعلة مع مختلف المبادرات المحلية. كما تُعرف بدعمها للمواهب الشابة، وتشجيعها للمبادرات الذاتية، وفتحها لباب مكتبها دائمًا أمام الجميع.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه مشاركة النساء في الشأن السياسي تعرف تحديات عدة، تُبرهن الأستاذة دينا احكيم على أن المرأة الناظورية قادرة على خوض غمار التسيير، وفرض مكانتها بكفاءة ونزاهة، وأن المستقبل لا يُصنع بالشعارات، بل بالعمل اليومي والإخلاص في الأداء.
و تمثل الأستاذة دينا احكيم جيلًا جديدًا من النساء اللواتي آمنّ بدورهن الحقيقي في البناء الديمقراطي والتنمية المستدامة. فهي ليست فقط منتخبة تؤدي واجبها، بل امرأة تحمل رؤية، وتشتغل بإخلاص، وتطمح إلى أن ترى الناظور في مستوى تطلعات أبنائه. هي بحق، نموذج يُحتذى به، وشخصية تستحق أن تُروى سيرتها، لأنها تشتغل في صمت… لكنها تترك أثرًا عميقًا في الواقع.