أمـــــــــــــــــــــــــــــــي جمال لعرج… إلى الروائي و الأديب المغربي الكبير مصطفى لغتيري في رثاء والدته تغمدها الله برحمته الواسعه واسكنها فسيح جناته.

جريدة أرض بلادي-ليلى التجري-

بقلم : جمال لعرج-

أمي
يا مملكة نبضي
منبت سعادتي لعمري
كيمياء دمي عنوان
يمسي في صناديق صمتي
كلما تغمرني الفرحة حين أراك
و أتحدث في غيابك مع محياك
لازلت أمشي برضاك
فلست مظلما
ان أخطأت
وعدتك ألا أبكي وقت الرحيل
فرحتي لم تلاحم ضعفي
الآن يا أمي
كم تمنيتك معي
و تمنيت ولو أن يحضرك ذاك الملاك
لحظة مشهدي
الآن يا أمي
أتذكر صلواتك
حين تلمس قدمي الحجر
والعيش بجفاء
و حين أغترب بين طيات
المساء
أتذكر ك ياأمي
و أتذكر الخبز
و الزيت
و الشاي الأخضر
و فرحتنا في المزرعة
و الحقول
و الشجر
و أيام الحصاد
و الحبوب في البيدر
و سعادتنا لحظة هطول
المطر
لكنني يا أمي
سئمت أيام حاضري
قلبي أمسى حجرا في صدري
يخيل لي أبدا و أينما أكن
أنني المتشرد بلباس آخر
أسمع تغاريد طيري الأعور
من شرفة الحياة
مثل النحيب يعوي به الصمت
في قبري
تسرني دمعتي
أراها تتطاير
على زيت به لهيب
تسألني دوما…عن حالي
و هي تلامس قطرات من غيابك
عني يا أمي
أسعد حين أحمل قلبي في يدي
ليراك
أمشي وحيدا
لعل صلواتك تجود فطائر
الاشتياق
و أنا أبكي يا أمي
أسترجع طفولتي لوحدي
بسفري الى كوكب الماضي
أفتح مزلاج العمر
لعله الأوفى .. في معبر
الى الضياء
آملا تشييد مطرحي
عندك
أتهيأ على أضرحة
و بجانبي جثامين
و حولي الرفات
البكاء سلاحي و سلام الروح
و مزية الراحلين الى الأعلى
يا أمي
قرب الأشواك الشهباء
و العرعار الأعمى
أصنع مكانا لجسدي
من حيث عبر الأولون
مثلي
بصمتهم
مضوا
و تركوا
وصية القدر
أراى هناك
يا أمي
نعشي المزين
ببياض على سرير
دمعتي مطرح الروح يا أمي
و جسدي مرحب بالموت
كم أسعد وقتذاك
كم أحبك
و أحب قربك يا أمي
متناسيا ربما الموت الذي أهجس به
سيبقى بعيد المدى
و حتى هو أنساني حين صممت فناءي
لذلك وضعت على معصمي
جمرة البكاء
و اعتمرت اكليل اليتم
فهو آخر اللواء
ألتمع في وحدتي
أمام صوري
دمعة طفل بصبر لا يحد
أتذكرك
كطائر يكسوه البياض
مكلل بالزهر
تهتف من تلك الأعالي
بني
فلذة كبدي
لا تبكي
اني أراك حين تسقط دمعتك
كمشكاة نور على وسادتك
بدونك
الآن في ليلتي عمري
أنا أسير أحزاني
حتى هي رفضت كل شيء
و رفضت الزهور من أقربائي
أنا هناك
في غرفتي
تتقاطر دمعتي المطفأة
في ليل الفضاء
أستيقظ وحيدا ..
لأبصر قمري الحزين
يبكي على أشجاني
أنتظر رؤياك
يا أمي