جريدة أرض بلادي -اسماء بومليحة –
أسدل الستار مساء السبت 12 يوليوز 2025 على فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان إثران الوطني للمسرح وفنون الشارع، الذي احتضنه مركز أيت عتاب بإقليم أزيلال على مدى ثلاثة أيام، تحت شعار معبّر: “المسرح غادي يجي حتى لعندك”.
وشهد حفل الختام سهرة فنية مبهجة، جمعت بين روح التراث وحيوية المعاصرة، حيث أمتعت فرقة “تايمات” من زاكورة الحضور بإيقاعات صحراوية أصيلة، تبعتها مجموعة “أيت واسيف” التي أبدعت في تقديم لوحات موسيقية مستوحاة من الموروث الأمازيغي المحلي، في توليفة فنية نالت استحسان الجمهور وتفاعله الكبير.
الحفل الذي حضرته ساكنة المنطقة بكثافة، جسّد ارتباطاً متزايداً بهذا الموعد الثقافي السنوي الذي صار يشكل محطة منتظرة في الأجندة الفنية المحلية. ووسط أجواء صيفية دافئة، تفاعل الجمهور مع فقرات البرمجة الغنية والمتنوعة، والتي شملت أيضاً تكريم الفنانة مونية لمكيمل والفنان يوسف الجندي، إلى جانب تسليم شواهد تقديرية للمشاركين والمتعاونين.
كما عرفت السهرة الختامية لحظة متميزة بتكريم التعاونيات المحلية المشاركة في معرض المنتوجات المجالية، وكذا أعضاء اللجنة التنظيمية، في لفتة اعتراف بمساهماتهم القيمة في إنجاح هذه التظاهرة.
وتميّزت دورة هذه السنة ببرنامج حافل، جمع بين العروض المسرحية، الكرنفالات، الفنون التشكيلية، ورشات تكوينية في المسرح، التصميم الغرافيكي، والرسم الجداري، حيث تم بالمناسبة إنجاز جداريات فنية رائعة زيّنت فضاءات أيت عتاب، من توقيع الفنانين الحبيب الحجامي وعبد الواحد أمزيلين، ما أضفى لمسة جمالية عززت الوعي الفني لدى الساكنة، خاصة الشباب.
وقد نوهت جمعية إثران للإبداع المسرحي والتنشيط الثقافي، الجهة المنظمة للمهرجان، بالدعم الكبير الذي تلقته من وزارة الثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وعمالة أزيلال، والمجالس الجماعية والمحلية، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الشريكة.
وفي ختام هذا الحدث الثقافي المتميز، جدّدت الجمعية التزامها بمواصلة ترسيخ الفعل الثقافي كرافعة للتنمية، وتعزيز مكانة المهرجان كجسر للتبادل الثقافي، ومساحة حيوية للاحتفاء بالإبداع المحلي والوطني، في أفق جعل أيت عتاب فضاءً مشعًّا على الخريطة الثقافية للمغرب.