إطلاق سراح “أصغر لص في المغرب” يعيد النقاش حول انحراف القاصرين وانتشار السرقات

جريدة أرض بلادي – محمد عون –

في حادثة لافتة شغلت الرأي العام المحلي، أقدمت مصالح الأمن بمنطقة البرنوصي في مدينة الدار البيضاء، مساء اليوم، على إطلاق سراح طفل يُلقب بـ”أصغر لص في المغرب”، بعد أن تم توقيفه للاشتباه في تورطه في سرقة عدد من الدراجات الهوائية والتروتينات من أحياء مختلفة بالمنطقة.

ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن الطفل الموقوف لا يتجاوز سن التمييز القانوني، الأمر الذي دفع النيابة العامة إلى إصدار قرار بالإفراج عنه بعد الاستماع إليه في محضر رسمي بحضور والدته. وقد وقّعت هذه الأخيرة التزامًا قانونيًا تتعهد فيه بمراقبة سلوك ابنها، والعمل على توجيهه بشكل سليم حتى لا يُعيد تكرار مثل هذه الأفعال التي أثارت قلق السكان.

الطفل، الذي اشتهر مؤخرًا بين سكان المنطقة بأسلوبه السريع والجرئ في تنفيذ السرقات، أصبح مادة دسمة للتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من المواطنين عن استغرابهم من مدى تنامي مثل هذه الظواهر في أوساط القاصرين.

وقد أعادت هذه الواقعة إلى الواجهة النقاش حول ظاهرة انحراف الأطفال القاصرين، والتي تزايدت بشكل ملحوظ في عدد من المدن المغربية، تزامنًا مع ارتفاع حالات سرقة الدراجات الهوائية والتروتينات، التي أصبحت هدفًا سهلاً لعصابات صغيرة يقودها في بعض الأحيان أطفال دون السن القانونية.

وأمام هذا الوضع، دعا عدد من النشطاء والمهتمين بالشأن الاجتماعي إلى ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية والتربوية داخل الأحياء والمدارس، بالإضافة إلى إحداث برامج اجتماعية تعزز من حماية الطفولة وتُعيد الاعتبار لدور الأسرة والمجتمع في التربية والتأطير.

كما طالب آخرون بضرورة تعزيز دور المؤسسات الاجتماعية وتوفير فضاءات آمنة ومناسبة للأطفال، للحد من ظواهر الانحراف المبكر التي تهدد مستقبل الأجيال الصاعدة وتُخلّ بالأمن العام.

في انتظار ذلك، تبقى مثل هذه الحوادث جرس إنذار يُحتم على الجميع، من سلطات وأسر ومجتمع مدني، تحمل مسؤولياتهم الكاملة في التصدي لظاهرة انحراف القاصرين قبل أن تتفاقم بشكل يصعب معه العلاج.