إلى جزر النسيان..! للكاتب : محمد الوادي

جريدة ارض بلادي -رضوان جميلي-

 

إستعاد ريشه، وسوّى ذاته طائراً يحلق بجناحيه في ساحة الطيران ليسترجع حكيه ولسانه وكينونته. استجمع ما تبقى منه، على ضوء شمعة يناير الحالمة، كي يقول ما كتمه في صدره لسنين خلت. كناش أسراره لا يفارقه كما ظله.. كما روحه. إنه الكتاب النوراني الذي لم تفتحه بعد القبيلة.. ولم تقرأه بعد عرافة الحي.. ولم يفتش في بطونه محب استطلاع.

– مساء الخير ياوطني.. هذا ابنك العصي على النسيان يرتل على مسمع العير أن الحمير أصبحت تفتي وتسُوسُ وتدُوسُ وتوَسوِس، فمن يُلجِمها؟ من يذكرها أنها حمير، وبالتالي ما ينبغي لها أن تفتي فيما لا تفقه؟

– صباح الخير ياوطني.. هذا ابنك العنيد يلتقط، بعيون صقرية، ما سقط سهواً، أو نسياناً، أو عمداً وعنوة، من سجل اهتماماتك وينشره عساك تعيد ترتيب الأولويات على إيقاع العدالة المتلاشية، فقد طفح الكيل.

القصة كما رواها الهدهد أنه في محفل الحلم يتسع الأفق.. تطيش الشظايا. لا أحد في مهرجان البصر يدرك بلاغة البصيرة. راقب القناص ما تبقى من سلطة خائرة لمن كانوا قبل شهور” قياصرة” يتربعون على كراسي من نار واعتقدوها من نور، وصدقوا أنهم فيما هم فيه خالدون مخلدون.. راقبهم وهم يرحلون تباعاً إلى جزر النسيان.. إلى حيث مكانهم الطبيعي: مزبلة التاريخ. كان الوهم ولا يزال بطلاً مُتوَّجاً يغري من هم على الضلال ساروا فعاتوا في الأرض فساداً وجعلوا من الدين حاضنة لهم ولنواياهم وكيدهم. وفي المقابل كان الله يدبر أمراً، لقد قضي الأمر الذي كان فيه استفتاء، وكان ما أراد الله، وما أجمعت عليه العير من ضرورة التغيير.

وبعد…؟

ماذا بعد؟ هل انتهت الحكاية بسحب السجاد من تحت أرجل الهراطقة؟ ياوطني لا يمكن أن تكون غفوراً بهذا الشكل ويتم إنزال ستار الخشبة ولا يعرف المتفرجون ما حدث في الكواليس. لا بد من كشف الحقيقة وينال الجناة العقاب.