اسدلوا الستار..بقلم فاطمة موسى وجى

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

 

هو مسرح لا ككل المسارح،يشبهها في كل شيء،ويختلف عنها كثيرا،فالجميع يمثل،والكل يشاهد،والأغلبية تنتقد…

خشبته تكون حينا أرض معركة،وحينا بستان زنابق وبنفسج.خلفيته تتغير كالفصول،فهي إما شاحبة قاتمة حالكة،أو بألوان وزخارف خاطفة.

أما بخصوص إضاءة فضاء العرض،فكما أرضيته تختلف باختلاف السياق،فالإضاءة يجب أن يتماشى وباقي الجزئيات.فإن كنا على أرض معركة،فلابد من رعد ونجوم خجلى،لاتظهر الكثير من التفاصيل،فتترك بالتالي مجالا للخوف والرهبة،وتفسح الطريق للوساوس والهلوسات.أما إذا اتخذنا من الورود فضاء،فهنا ينصب القمر نفسه منارة وضياء ومنيرا للعتمة.

الديكور هو الآخر يتأثر بكل ماسبق،فلايعقل مثلا أن نرص في بستان مدافع ودبابات…أو نملأ أرض الحرب بالزينة والخضرة والزهر،لابد من خلق بعض التناسق بين الأجزاء.

وبالحديث عن الديكور،يجب أن لاننسى الأزياء التي تضفي على العرض الكثير من الإشارات والإيحاءات،قد تكون تنكرية ومزيفة لكنها حقيقية لدرجة لايقبلها العقل،أو لنقل أنها حقيقية تخفي الأكاذيب والحقائق معا.

كل ماقيل حتى اللحظة،لا يعني شيئا دون ممثلين،أو أداء جيد للمثلين،ذاك الحضور الذي يفوق التصور ويدهش المشاهد،فيجعله يتساءل إن كان هو المتفرج أو هو العرض ؟؟؟ إن كان هو المقصود أو الفاعل؟؟ أهو الغاية أو فقط وسيلة؟

بعض العروض تدخلنا فعلا في دوامة من الأسئلة،تستفزني وتحثنا على إزالة الأقنعة،تلك الأقنعة الحقيقية التي لا تصنعها ولا تحملها الأيادي وإنما تلك التي تزور وتشوه الملامح والجسد….

هذا لن يحدث إلا بصحوة من غفلة،وباستفاقة من سبات شتوي وصيفي ،وبهذا سيسدل الستار.