الأستاذة نعيمة فردوسي.. كفاءة نسائية رائدة توحّد بين النضال النقابي والحضور السياسي بمدينة وجدة

أرض بلادي 

 

تقدم جريدة “أرض بلادي” برنامجًا للسيرة الذاتية تحت عنوان “شخصيات…”، يُعدّه ويقدّمه الأستاذ عزيز بنعبد السلام. يسلّط هذا البرنامج الضوء على شخصيات وفعاليات تركت بصمات واضحة في تنمية المجتمع، وقدّمت خدمات جليلة للمنطقة والوطن في مجالات متعددة. البرنامج يستضيف أيضًا طاقات من المجتمع المدني التي تعمل في صمت من أجل رفاهية المواطن وتنمية محيطها.

 

في هذه الحلقة، نسلط الضوء على نموذج نسائي بارز من مدينة وجدة، شخصية تميّزت بالتعدد والغنى في أدوارها المهنية والاجتماعية والسياسية، وجعلت من الالتزام والمسؤولية مسار حياة. إنها الأستاذة نعيمة فردوسي، واحدة من النساء الرائدات في الشرق المغربي، والتي أثبتت أن المرأة قادرة على الجمع بين الأداء الإداري العالي، والنضال السياسي، والعمل النقابي، والحضور الجمعوي الميداني.

 

■ حضور إداري متميز:

 

تشتغل الأستاذة نعيمة فردوسي كمتصرف ممتاز بالجماعة الحضرية لمدينة وجدة، وهي درجة إدارية تُعبر عن كفاءة عالية وخبرة طويلة في تسيير الشأن المحلي. ومن موقعها داخل الجماعة، ساهمت في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطن، وعرفت بصرامتها وانضباطها في الأداء، ما جعلها تحظى باحترام وتقدير زملائها والمسؤولين.

 

تُعرف الأستاذة نعيمة فردوسي بقدرتها على تدبير الملفات المعقدة، وإيجاد حلول عملية للإشكالات اليومية، كما تحرص على التنسيق الفعال بين مختلف المصالح الجماعية، وهو ما جعلها واحدة من الكفاءات النسائية المشهود لهن بالكفاءة داخل الإدارة الترابية بوجدة.

 

■ نضال سياسي فاعل ضمن حزب الاستقلال:

 

سياسيًا، تعتبر الأستاذة نعيمة فردوسي من الوجوه النسائية البارزة داخل حزب الاستقلال بمدينة وجدة. وتشغل حاليًا منصب نائبة كاتب فرع واد الناشف – سيدي معافة، وهو أحد الفروع التي تم تأسيسها مؤخرًا في إطار هيكلة تنظيمية جديدة همّت أربعة فروع على صعيد المدينة، وهي:

 

فرع واد الناشف – سيدي معافة

 

فرع سيدي يحيى

 

فرع سيدي إدريس

 

فرع سيدي زيان

 

 

هذه الدينامية التنظيمية جاءت بهدف تعزيز الانخراط الحزبي وتوسيع قاعدة التأطير، وحرصت الأستاذة نعيمة فردوسي على أن تكون جزءًا أساسيا في هذا التحول، من خلال دعمها المتواصل للنساء والشباب الراغبين في الانخراط في العمل السياسي المسؤول.

 

■ التزام جمعوي صادق وهادف:

 

إلى جانب اشتغالها في العمل الإداري والسياسي، تُعد الأستاذة كاتبة فرع وجدة لجمعية “بشائر” الوطنية، المنضوية تحت لواء منظمة المرأة الاستقلالية. وتُعد الجمعية من الجمعيات النشيطة التي تُعنى بقضايا المرأة والأسرة والتنمية البشرية، حيث تعمل على تنظيم ورشات تحسيسية وتكوينية، إلى جانب مبادرات إنسانية لفائدة الفئات الهشة.

 

وترأس المركز الوطني للجمعية السيدة زينب قيوح، وهي من الأسماء المعروفة في الحقل النسائي المغربي، وتشكل الأستاذة فردوسي أحد أعمدة الجمعية محليًا، عبر برمجة الأنشطة وتعبئة الموارد وتنسيق المشاريع مع مختلف الشركاء المحليين.

 

■ مسار نقابي مشرف داخل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب:

 

في الجانب النقابي، اختارت الأستاذة نعيمة فردوسي الانخراط في صفوف الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وهو الذراع النقابي لحزب الاستقلال، حيث عرفت بنضالها الصلب ودفاعها عن حقوق الموظفين والموظفات، وخاصة العاملين داخل الجماعات الترابية.

 

تشغل الأستاذة حاليًا منصب أمينة المال بالجامعة الوطنية لموظفي ومستخدمي الجماعات المحلية بمدينة وجدة، وتضطلع من خلال هذا المنصب بحماية الحقوق المكتسبة للشغيلة، وتدبير الملفات المرتبطة بالترقيات، الحماية الاجتماعية، وتحسين بيئة العمل، كما تشارك في الحوار الاجتماعي مع مختلف الأطراف المعنية.

■ امرأة متعددة الأدوار… واحدة ولكنها تمثل الكثير

ما يميز الأستاذة نعيمة فردوسي ليس فقط قدرتها على شغل مناصب متعددة، بل نجاحها في التوفيق بينها بتميز وجدارة. فهي امرأة إدارية ملتزمة، ومناضلة سياسية مبدئية، وفاعلة جمعوية صادقة، ونقابية شرسة في الدفاع عن الحقوق، وتُعدّ بحق من النماذج النسائية الملهمة في المغرب الشرقي.

هي لا تبحث عن الأضواء، بل تعمل في صمت وبنفس طويل، من أجل أن يكون لوجودها أثر حقيقي في تحسين أوضاع المواطنين، وإعطاء المرأة المكانة التي تستحقها في الحياة العامة.

في وقت لا يزال فيه الحضور النسائي في مواقع القرار محدودًا، تُجسد الأستاذة نعيمة فردوسي نموذجًا مشرفًا للمرأة المغربية التي كسرت الحواجز التقليدية، وفرضت وجودها بثقة واستحقاق. مسارها المهني والسياسي والنقابي هو دعوة مفتوحة لكل النساء لخوض غمار المسؤولية، والمشاركة الفاعلة في تنمية الوطن.

جريدة أرض بلادي، من خلال برنامج “شخصيات”، تُثمن هذه النماذج وتسلط الضوء على تجاربها، لإلهام الأجيال الجديدة وتعزيز ثقافة الاعتراف بالكفاءات العاملة في صمت.