جريدة أرض بلادي -شيماء الهوصي-

في خطوة تعكس الطموح الوطني للتقدم التكنولوجي، أقيمت يوم الجمعة 14 نوفمبر 2025 في مدينة الداخلة مراسم توقيع اتفاقيتين حاسمتين، بحضور أبرز الشخصيات الحكومية مثل أمل الفلاح السغروشني، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، وليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، إلى جانب ممثلي الجهات المحلية والمؤسسات العلمية والجامعات.
يندرج هذا الإعلان ضمن البرامج الملكية لتعزيز الابتكار والتكنولوجيا البيئية، مع التركيز على تعزيز الاستقلال الرقمي والطاقي، وتحويل الأقاليم الجنوبية إلى قطب جذب للمبادرات المتطورة التي تدعم التنمية الشاملة.
مركز بيانات مستدام يرسخ مكانة الداخلة في العالم الرقمي
تركز الاتفاقية الأولى على بناء “إيغودار الداخلة”، وهو مجمع رقمي متقدم لإدارة مراكز البيانات مدعوم كلياً بالطاقات المتجددة. سيتم إقامته على أرض مخصصة، ليوفر إمكانيات تخزين وتحليل هائلة للبيانات المحلية والدولية.
يستند المشروع إلى تقنيات سحابية حديثة وحلول رقمية موفرة للطاقة، مع استخدام أنظمة تبريد بيئية فعالة لتقليل الاستهلاك إلى أدنى مستوياته. من المتوقع أن يساهم هذا المركز في تعزيز جاذبية المغرب عالمياً من خلال دعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحماية الرقمية، وإنشاء نظام رقمي متماسك في الجهة، مما يفتح آفاقاً للاستثمارات والابتكار.
كونه أول تجربة من نوعها في الجنوب، يمثل هذا المشروع نقلة نوعية نحو اقتصاد رقمي خالٍ من الانبعاثات، ويعمق السيادة الرقمية للمملكة.

إنشاء معهد أكاديمي للذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة
أما الاتفاقية الثانية، فتشمل تأسيس “معهد الجزري للذكاء الاصطناعي والانتقال الطاقي”، وهو كيان تعليمي يهدف إلى صقل مهارات الشباب والباحثين في هذين المجالين الحيويين. سيركز المعهد على برامج تدريبية متقدمة تجمع بين النظرية والتطبيق، ليصبح مرجعاً إقليمياً في تطوير الابتكارات التي تربط بين التكنولوجيا والاستدامة البيئية.
من خلال هذين المشروعين، تؤكد الداخلة دورها كقاعدة استراتيجية للتقدم العلمي، معززة الجهود الوطنية لتحقيق نمو اقتصادي أخضر يعتمد على الكفاءات المحلية والشراكات الدولية.
